أقول: هذا إسناد حسن صحيح، و«الطُّهويّ» نسبة إلى «طُهَيَّة»، وهم بطن من بني حنظلة من تميم، وطهيّة أمّهم عُرفوا بها، وهي طُهيّة بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم؛ فالظاهر أنّ المراد شعيب بن صالح التميميّ، ولم يُذكر أنّه طُهويّ إلّا في هذا الحديث إن لم يكن تصحيفًا، والأشبه أنّه تصحيف؛ لأنّ الطّهويّ لا يُكنى به؛ فلعلّه لقب للمنصور؛ فإنّ «الطهو» هو الإنضاج؛ يقال: طها الأمرَ أي أجاده وأحكمه، ويقال لمن فتح باب عمل أنّه أبوه، والمنصور يفتح باب التمهيد لظهور المهديّ، وفي الملاحم لابن طاووس [ت٦٦٤هـ]: «أَوَّلَ الظُّهُورِ»، وليس «أَبُو الطُّهَوِيِّ»، واللّه أعلم.
٩٦
حديث إسماعيل البصريّ، عن الحسن
رَوَى نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ [ت٢٢٨هـ] فِي «الْفِتَنِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «يَخْرُجُ بِالرَّيِّ رَجُلٌ رَبْعَةٌ أَسْمَرُ، مَوْلًى لِبَنِي تَمِيمٍ، كَوْسَجٌ، يُقَالُ لَهُ شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ، فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ، ثِيَابُهُمْ بِيضٌ، وَرَايَاتُهُمْ سُودٌ، يَكُونُ عَلَى مُقَدِّمَةِ الْمَهْدِيِّ، لَا يَلْقَاهُ أَحَدٌ إِلَّا فَلَّهُ».
أقول: لا يخرج شعيب بن صالح من الرّيّ، ولكنّه يدخل الرّيّ مع الهاشميّ الخراسانيّ؛ كما جاء في الخبر: «يَسِيرُ الْهَاشِمِيُّ فِي طَرِيقِ الرَّيِّ»، يعني بعد خروجه من خراسان، وقوله: «مَوْلًى لِبَنِي تَمِيمٍ» يدلّ على أنّه ليس منهم في النسب، وإنّما هو نزيلهم أو حليفهم، ويؤيّد ذلك ما روي عن أبي جعفر عليه السلام، قال: