الباب الثامن عشر
ما جاء عن واثلة بن الأسقع
٨٩
حديث ابن عامر، عن واثلة بن الأسقع
رَوَى عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الرِّبْعِيُّ [ت٤٤٤هـ] فِي «فَضَائِلِ الشَّامِ وَدِمَشْقَ»، قَالَ: أَخْبَرَنَا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ عَامِرٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَ فِيهِ الْمَلَاحِمَ: «إِذَا قُتِلَ الْخَلِيفَةُ بِالْعِرَاقِ، خَرَجَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ مَرْبُوعُ الْقَامَةِ، أَسْوَدُ الشَّعْرِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، فَوَيْلٌ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ مِنْ أَشْيَاعِهِ الْمُرَّاقِ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا».
أقول: الظاهر أنّ المراد بالرجل صاحب الرايات السّود؛ فإنّه يمهّد لخروج المهديّ، فينزل العراق، ويقتل فيها شيعة السفيانيّ، والدليل على أنّه هو المراد ما رواه سدير الصيرفيّ، قال: كنت عند أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام، وعنده جماعة من أهل الكوفة، فأقبل عليهم وقال: «وَيْلٌ لَكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ إِذَا جَاءَتْكُمُ الرَّايَاتُ مِنْ خُرَاسَانَ»، وهو كقوله: «فَوَيْلٌ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ مِنْ أَشْيَاعِهِ الْمُرَّاقِ»، والأحاديث يبيّن بعضها بعضًا، والمرّاق جمع المارق، وهو من يطعن وينتف؛ يقال: مرقه برمح أي طعنه به بسرعة، ويقال: مرق الشّعر من الجلد أي نتفه، وعلى هذا فإنّ الحديث يصف المنصور الخراسانيّ بأنّه «رَجُلٌ مَرْبُوعُ الْقَامَةِ، أَسْوَدُ الشَّعْرِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا»، واللّه تعالى أعلم.