كما جاء عن عليّ عليه السلام: «إِنَّ لِآلِ مُحَمَّدٍ بِالطَّالَقَانِ لَكَنْزًا سَيُظْهِرُهُ اللَّهُ إِذَا شَاءَ، دُعَاؤُهُ حَقٌّ، يَقُومُ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَيَدْعُو إِلَى دِينِ اللَّهِ»، وعن أبي جعفر عليه السلام: «إِنَّ لِلَّهِ كَنْزًا بِالطَّالَقَانِ، لَيْسَ بِذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ، اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا بِخُرَاسَانَ، يَقُودُهُمْ شَابٌّ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ عَابِرَ الْفُرَاتِ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِذَلِكَ فَسَارِعُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ».
٧٩
حديث سليمان بن حبيب المحاربيّ، عن أبي هريرة
رَوَى ابْنُ مَاجَهْ [ت٢٧٣هـ] فِي «سُنَنِهِ»، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا وَقَعَتِ الْمَلَاحِمُ، بَعَثَ اللَّهُ بَعْثًا مِنَ الْمَوَالِي، هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسًا، وَأَجْوَدُهُ سِلَاحًا، يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهِمُ الدِّينَ».
أقول: إسناده حسن، وقد زاد غير ابن ماجه: «مِنْ دِمَشْقَ»، والأظهر أنّهم من خراسان، والمراد أصحاب الرايات السّود؛ فإنّهم من الموالي، وبهم يؤيّد اللّه الدّين في آخر الزمان، وأمّا دمشق فلا يخرج منها في آخر الزمان إلّا السّفيانيّ. نعم، قد روي أنّ أصحاب الرايات السّود يدخلونها، فلا يبعد أن يكون المراد خروجهم منها إلى مكّة لنصرة المهديّ، إن صحّت الزيادة.