خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ خُطْبَةً، فَذَكَرَ الْمَهْدِيَّ وَخُرُوجَ مَنْ يَخْرُجُ مَعَهُ وَأَسْمَاءَهُمْ، حَتَّى قَالَ: «أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ مِنَ الطَّالَقَانِ، وَهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: ”فِي خُرَاسَانَ كُنُوزٌ لَا ذَهَبٌ وَلَا فِضَّةٌ، وَلَكِنْ رِجَالٌ يَجْمَعُهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ“».
أقول: هذا يدلّ على أنّهم ليسوا متفرّقين في خراسان، بل هم مجتمعون تحت راية واحدة؛ لأنّه قال: «رِجَالٌ يَجْمَعُهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ»، وهم أصحاب الرايات السّود، يجتمعون تحت راية المنصور، لينصروا خليفة اللّه وخليفة رسوله، وفي تسميتهم بالكنوز دلالة على عظيم شأنهم، وكنز الكنوز هو المنصور؛ كما روى ابن أبي الحديد [ت٦٥٦هـ] في «شرح نهج البلاغة»، عن عليّ عليه السلام أنّه قال: «إِنَّ لِآلِ مُحَمَّدٍ بِالطَّالَقَانِ لَكَنْزًا سَيُظْهِرُهُ اللَّهُ إِذَا شَاءَ، دُعَاؤُهُ حَقٌّ، يَقُومُ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَيَدْعُو إِلَى دِينِ اللَّهِ»، فجعله رجلًا واحدًا، وفي حديث أبي هريرة: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الطَّالَقَانِ وَمَا حَوْلَهَا، ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ نَصَرَهُمْ، حَتَّى يُخْرِجَ اللَّهُ كَنْزَهُ مِنَ الطَّالَقَانِ، فَيُحْيِيَ بِهِ دِينَهُ كَمَا أُمِيتَ مِنْ قَبْلُ».
٥٨
حديث أبي بصير، عن جعفر بن محمّد، عن عليّ
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [تبعد٤١١هـ] فِي «دَلَائِلِ الْإِمَامَةِ»، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي هَارُونَ بْنُ مُوسَى بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ الْقَطَّانُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَزَّازِ،