الأربعاء ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ١٧ سبتمبر/ ايلول ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
شبهة وردّ
 

نحن لمّا رأينا راياتكم السود قد ظهرت في خراسان لا لشيء إلا لتمهيد ظهور المهديّ، واطّلعنا على دعوتكم إلى حكومته دون سائر الناس، تذكّرنا قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوًا على الثلج، فإنّ أصحابها يسألون الحقّ فلا يعطونه، ثمّ يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوه، فيؤدّونه إلى المهديّ»، وفي رواية أخرى: «تجيء رايات سود من قبل المشرق كأنّ قلوبهم زبر الحديد، فمن سمع بهم فليأتهم، ولو حبوًا على الثلج، فإنّهم أنصار المهديّ في آخر الزمان، يوطّئون له سلطانه»، فنرجو أن تكونوا هم.

هذا معنى الحديث المعروف بين أهل الحديث بـ«حديث الرايات»، وهو أقدم وأشهر وأصحّ ما روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأصحابه وأهل بيته في باب علامات ظهور المهديّ عليه السلام، بحيث أنّه كان مصدر إلهام لكثير من الثورات في تاريخ الإسلام، كثورة عبد الرحمن بن الأشعث (ت٨٥هـ) ضدّ عبد الملك بن مروان[١]، وثورة حارث بن سريج (ت١٢٨هـ) ضدّ نصر بن سيّار[٢]، وثورة أبي مسلم الخراسانيّ (ت١٣٧هـ) ضدّ بني أميّة[٣]، وانعكس في كتب جميع المذاهب الإسلاميّة؛ كما رواه من السنّة رجال مثل ابن حمّاد (ت٢٢٨هـ) في «الفتن»[٤]، وابن أبي شيبة (ت٢٣٥هـ) في «مصنّفه»[٥]، وأحمد بن حنبل (ت٢٤١هـ) في «مسنده»[٦]، وابن ماجه (ت٢٧٣هـ) في «سننه»[٧]، وأبو داود (ت٢٧٥هـ) في «سننه»[٨]، وأحمد بن عمرو البزار (ت٢٩٢هـ) في «مسنده»[٩]، والرويانيّ (ت٣٠٧هـ) في «مسنده»[١٠]، وأبو سعيد الشاشيّ (ت٣٣٥هـ) في «مسنده»[١١]، ومكرم البزاز (ت٣٤٥هـ) في «فوائده»[١٢]، والمطهّر بن طاهر المقدسيّ (ت‌نحو٣٥٥هـ) في «البدء والتاريخ»[١٣]، والطبرانيّ (ت٣٦٠هـ) في «المعجم الأوسط»[١٤] و«المعجم الكبير»[١٥]، وابن عديّ (ت٣٦٥هـ) في «الكامل»[١٦]، والحاكم (ت٤٠٥هـ) في «المستدرك على الصّحيحين»[١٧]، والبيهقيّ (ت٤٥٨هـ) في «دلائل النبوّة»[١٨]، والخطيب البغداديّ (ت٤٦٣هـ) في «الرحلة في طلب الحديث»[١٩]، وابن كثير (ت٧٧٤هـ) في «النهاية في الفتن والملاحم»[٢٠]، ومن الشيعة رجال مثل محمّد بن سليمان الكوفيّ (ت‌بعد٣٢٠هـ) في «مناقب أمير المؤمنين»[٢١]، ومحمّد بن إبراهيم النعمانيّ (ت‌نحو٣٦٠هـ) في «الغيبة»[٢٢]، والقاضي النعمان المغربيّ (ت٣٦٣هـ) في «شرح الأخبار»[٢٣]، ومحمّد بن جرير الطبريّ الصغير (ت‌بعد٤١١هـ) في «دلائل الإمامة»[٢٤]، ومحمّد بن الحسن الطوسيّ (ت٤٦٠هـ) في «الغيبة»[٢٥]، وابن طاووس (ت٦٦٤هـ) في «الملاحم والفتن»[٢٦]، وابن أبي حاتم العامليّ (ت٦٦٤هـ) في «الدرّ النظيم»[٢٧]، بأسانيد عديدة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ كما روى كثير منهم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نظر يومًا إلى فتية من بني هاشم، فتغيّر لونه واغرورقت عيناه، فقيل: يا رسول اللّه، لا نزال نرى في وجهك شيئًا نكرهه، فقال:

إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ لَنَا اللَّهُ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلَاءً وَتَشْرِيدًا وَتَطْرِيدًا، حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ -أَوْ قَالَ: مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ- مَعَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ يَسْأَلُونَ الْحَقَّ فَلَا يُعْطَوْنَهُ، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ فَلَا يُعْطَوْنَهُ، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ فَلَا يُعْطَوْنَهُ، فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ، فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا، فَمَنْ أَدْرَكَهُمْ مِنْكُمْ أَوْ مِنْ أَعْقَابِكُمْ، فَلْيَأْتِهِمْ وَلْيُبَايِعْهُمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ، فَإِنَّهَا رَايَاتُ هُدًى، يَدْفَعُونَهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا.

وهذا حديث صحيح الإسناد؛ لأنّ رواته من الرجال المشهورين والمرضيّين بين المسلمين؛ كمعاوية بن هشام القصّار أبي الحسن الكوفيّ المتوفّى عام ٢٠٤ أو ٢٠٥ للهجرة، وهو من رجال الصحاح غير البخاريّ، وعليّ بن صالح أبي محمّد الهمدانيّ الكوفيّ المتوفّى عام ١٥١ أو ١٥٤ للهجرة، وهو أيضًا من رجال الصحاح، ووثّقه قوم وصحّح حديثه آخرون، ويزيد بن أبي زياد القرشيّ أبي عبد اللّه الكوفيّ المتوفّى عام ١٣٦ أو ١٣٧ للهجرة، وكان عند محمّد بن الفضيل «من أئمّة الشيعة الكبار»، وعند البخاريّ ومسلم صدوقًا، وعند يعقوب بن سفيان عادلًا ثقة، وإبراهيم بن يزيد النخعيّ الكوفيّ المتوفّى عام ٩٦ للهجرة، وهو فقيه كبير من رجال الصحاح المتّفق على وثاقتهم، وعلقمة بن قيس النخعيّ المتوفّى عام ٦٢ للهجرة، تابعيّ من رجال الصحاح، بل الحقّ أنّ هذا الحديث بالغ مبلغ التواتر؛ فقد رواه في كلّ طبقة جماعة من الرجال يمكن ترتيبهم في الجدول التالي:

الطبقة الرواة
الأولى عبد اللّه بن مسعود، وعبد اللّه بن عبّاس، وثوبان، وذو مخمر، وعليّ بن أبي طالب
الثانية علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، وعبيدة السلمانيّ، وأبو عبيدة بن عبد اللّه، وتميم بن حذلم، وسعيد بن المسيّب، والحسين بن عليّ، ومحمّد بن الحنفيّة، ومحمّد بن عبد المطّلب، وزيد بن الحسن، وعامر بن واثلة، وأبو أسماء الرّحبيّ، وعبد الواحد
الثالثة إبراهيم النخعيّ، والحسن البصريّ، وعليّ بن الحسين، وزيد بن رفيع، وجابر بن يزيد، وعبد الرّحمن بن قيس، ومحمّد بن عليّ بن عبد اللّه، وأبو قلابة، والزهريّ
الرابعة يزيد بن أبي زياد، والحكم بن عتيبة، وعمارة بن القعقاع، وشريك بن عبد اللّه، وعليّ بن زيد، ومعمر بن راشد، والعلاء بن عتبة، وإسرائيل بن عبّاد، وعمرو بن قيس الملائيّ، ومحمّد بن عليّ بن الحسين، ومحمّد بن أبي سمينة، وحمزة النصيبيّ، وخالد الحذاء
الخامسة عليّ بن صالح، وصبّاح بن يحيى المزنيّ، ومحمّد بن الفضيل، وعبد اللّه بن إدريس، وجرير بن عبد الحميد، وخالد بن عبد اللّه، وفطر بن خليفة، ومندل بن عليّ، وعمرو بن القاسم بن حبيب، وخلف، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، ومغيرة بن مقسم، ويحيى بن يعلى الأسلميّ، وعبد الرزاق بن همّام، وعبد اللّه بن مروان، وعبد اللّه بن لهيعة، وسمرة بن حجر، وحمّاد بن المؤمّل، وحنّان بن سدير، وإبراهيم بن هراسة، وعبد الوهّاب بن عطاء، وعبد العزيز بن المختار، وجعفر بن محمّد، وسفيان الثوريّ

هؤلاء رجال قد روى الحديث بألفاظه أو ما يقاربها، ومن هذا يظهر أنّ الحديث متواتر لفظيًّا، وهو أعلى مراتب التواتر، وأمّا معناه فقد روي بواسطة رجال آخرين أيضًا كعبّاس بن عبد المطّلب، وعمّار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وعبد اللّه بن عمرو، وعبد اللّه بن عمر، ومعاذ بن الجبل، وعمرو بن مرّة الجهنيّ، وعبد اللّه بن الحارث بن جزء الزبيديّ، وأبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وبواسطة رجال آخرين أيضًا كأبي رومان، وحارث الهمدانيّ، ومقاتل بن حيّان، وهلال بن عمرو، وأصبغ بن نباتة، وسجّة بن عبد اللّه عن عليّ عليه السلام، وبواسطة رجال آخرين أيضًا كداود الدجاجيّ، وأبي خالد الكابليّ، وأبي بكر الحضرميّ، ومعروف بن خرّبوذ عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، وبواسطة رجال آخرين أيضًا كأبي بصير، وفضيل بن يسار، وعبد الحميد بن أبي العلاء، وعبّاد بن محمّد المدائنيّ عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام، ولذلك فإنّ «تواتره المعنويّ» واضح جدًّا، ومن ثمّ يمكن اعتباره حديثًا ثابتًا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأهل بيته، والحقّ أنّه لا يوجد في هذا الباب حديث آخر له مثل هذه القدمة والشهرة والأسناد والتأثيرات التاريخيّة؛ كما تبيّن ذلك بالتفصيل في كتاب «الدّرّ المنضود في طرق حديث الرايات السّود».

وفقًا لهذا الحديث، يجب على كلّ مسلم اللحوق بحركة تظهر في خراسان الكبرى من شرق دار الإسلام مع رايات سود، فتدعو إلى أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عمومًا وإلى المهديّ عليه السلام خصوصًا وتمهّد لحكومة المهديّ عليه السلام، وهي حركة يعتقد كثير من أهل العلم أنّها حركة المنصور الهاشمي الخراساني؛ لأنّ حركة هذا العالم الصالح الجليل قد ظهرت في خراسان الكبرى من شرق دار الإسلام مع رايات سود، فتدعو إلى أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عمومًا وإلى المهديّ عليه السلام خصوصًا وتمهّد لحكومة المهديّ عليه السلام، ولم تظهر قبلها في هذه المنطقة حركة بهذه الصفة، ولو ظهرت بعدها في هذه المنطقة حركة بهذه الصفة فرضًا ستكون لا محالة تابعة ومواصلة لها؛ لأنّها ستفعل ما بدأته من قبل، ولا معنى لإعادة بدئه كما هو واضح، وعليه فلا يمكن ظهور حركة أخرى في هذه المنطقة بهذه الصفة إلا أن تكون تابعة لحركة المنصور الهاشمي الخراساني، ولا شكّ أنّ اللحوق بالمتبوع أولى من اللحوق بالتابع، بل ليس من المعقول أن لا يأمر اللّه بلحوق المتبوع ثمّ يأمر بلحوق التابع؛ كما قال: ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ[٢٨]، ولا شكّ أنّ تقديم المسبوق على السابق قبيح يخالف عدل اللّه وحكمته؛ كما قال: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ[٢٩]، وقال: ﴿أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ[٣٠]. لذلك، يعتقد المتعقّلون من أهل العلم أنّه لو لم تكن حركة المنصور الهاشمي الخراساني الظاهرة في هذه المنطقة للدعوة إلى المهديّ والتمهيد لظهوره تأويل هذا الحديث، فلن تكون أيّ حركة بعدها تأويل هذا الحديث؛ لأنّ كلّ حركة ظهرت بعدها في هذه المنطقة لن تخلو من إحدى الحالتين: إمّا ستكون مثلها داعية إلى المهديّ وممهّدة لظهوره، فلن تكون تأويل هذا الحديث مثلها، أو ستكون غير داعية إلى المهديّ وغير ممهّدة لظهوره، فلن تكون تأويل هذا الحديث من باب أولى؛ لأنّ هذا الحديث قد جعل الدعوة إلى المهديّ والتمهيد لظهوره أهمّ صفة تأويله، فإذا لم تكن الحركة التي تدعو إلى المهديّ وتمهّد لظهوره تأويله، فكيف تكون الحركة التي لا تدعو إلى المهديّ ولا تمهّد لظهوره تأويله؟!

من هنا يعلم أنّ القول بتحقّق هذا الحديث في حركة المنصور الهاشمي الخراساني قول في غاية القوّة، بل القطع به الحاصل للمتعقّلين من أهل العلم هو في غاية الوجاهة، وهذا بغضّ النظر عن سائر الأوصاف والعلامات المرويّة التي اجتمعت في هذا العالم الصالح الجليل. مع ذلك كلّه، فإنّه لا يدّعي بصراحة أنّه تأويل هذا الحديث، ولعلّ ذلك من الورع؛ إذ يكره الإدّعاء في نفسه لكي لا يتشبّه بالمتكلّفين، أو من التقيّة؛ إذ يخاف على نفسه من الكفّار والظالمين، أو من رأيه أنّ الأخذ بالقدر المتيقّن كافٍ لنصرته؛ نظرًا لأنّ نصرته اعتبارًا لدعوته إلى المهديّ وتمهيده لظهوره تفي بالغرض وإن لم تكن عن اعتقاد بأنّه تأويل الحديث[٣١]، وكيفما كان فإنّ الناس يمكنهم المعرفة بأنّ الحديث هل تحقّق فيه أم لا إذا نظروا في مكان ظهوره وماهيّة دعوته وسائر أوصافه وعلاماته بغضّ النظر عن أنّه يدّعي ذلك أم لا، ومن الواضح أنّ معرفة الموضوع هي ممّا يجب عليهم، وما توفيقهم إلا باللّه، وهو يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

↑[١] . انظر: الفتوح لابن أعثم، ج٧، ص٨٥.
↑[٢] . انظر: تاريخ الطبري، ج٧، ص٣٣١؛ تجارب الأمم لابن مسكويه، ج٣، ص٢٤٤؛ الكامل في التاريخ لابن الأثير، ج٤، ص٣٤٧.
↑[٣] . انظر: أخبار الدولة العباسية لمؤلف مجهول، ص٢٤٥؛ العقد الفريد لابن عبد ربّه، ج٥، ص٢١٨؛ سير أعلام النبلاء للذهبي، ج٥، ص٣٧٩.
↑[٤] . الفتن لابن حماد، ج١، ص٣١٠-٣٤٨
↑[٥] . مصنف ابن أبي شيبة، ج٧، ص٥٢٧
↑[٦] . مسند أحمد، ج١٤، ص٣٨٣، ج٣٧، ص٧٠ و٧١
↑[٧] . سنن ابن ماجه، ج٢، ص١٣٦٦ و١٣٦٧
↑[٨] . سنن أبي داود، ج٤، ص١٠٨
↑[٩] . مسند البزار، ج٤، ص٣١٠، ج١٠، ص١٠٠
↑[١٠] . مسند الروياني، ج١، ص٤١٧
↑[١١] . المسند للشاشي، ج١، ص٣٤٧ و٣٦٢
↑[١٢] . مجموع فيه ثلاثة أجزاء حديثية – جرار، ص٣٤٠
↑[١٣] . البدء والتاريخ للمقدسي، ج٢، ص١٧٤
↑[١٤] . المعجم الأوسط للطبراني، ج٦، ص٢٩
↑[١٥] . المعجم الكبير للطبراني، ج١٠، ص٨٨
↑[١٦] . الكامل لابن عدي، ج٥، ص٣٧٨، ج٦، ص٢٣٢
↑[١٧] . المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج٤، ص٥١٠، ٥١١ و٥٤٧
↑[١٨] . دلائل النبوة للبيهقي، ج٦، ص٥١٥
↑[١٩] . الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي، ص١٤٥
↑[٢٠] . النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير، ج١، ص٥٣-٥٦
↑[٢١] . مناقب أمير المؤمنين لمحمّد بن سليمان الكوفي، ج٢، ص١١٠
↑[٢٢] . الغيبة للنعماني، ص٢٨١
↑[٢٣] . شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار لابن حيّون، ج٣، ص٤٠١
↑[٢٤] . دلائل الإمامة للطبري الصغير، ص٤٤٢ و٤٤٦
↑[٢٥] . الغيبة للطوسي، ص٤٥٢
↑[٢٦] . الملاحم والفتن للسيّد بن طاووس، ص١١٩
↑[٢٧] . الدر النظيم لابن أبي حاتم، ص٧٩٨، ٧٩٩ و٨٠٠
↑[٢٨] . يونس/ ٣٥
↑[٢٩] . فاطر/ ٣٢
↑[٣٠] . المؤمنون/ ٦١
↑[٣١] . انظر: القولين ٣ و١٠ من أقواله الطيّبة.
الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني قسم الردّ على الشبهات
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساهم في نشر العلم؛ فإنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
يمكنك أيضًا قراءة هذا باللغات التالية:
إذا كنت تجيد لغة أخرى، قم بترجمة هذا إليها، وأرسل لنا ترجمتك لنشرها على الموقع. [استمارة الترجمة]
كتابة الشبهة
عزيزنا المستخدم! يمكنك كتابة شبهتك العلميّة لآراء السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى في النموذج أدناه وإرسالها إلينا ليتمّ إجراء البحث العلميّ عليها في هذا القسم.
ملاحظة: قد يتمّ نشر اسمك على الموقع كمؤلف للشبهة.
ملاحظة: نظرًا لأنّه سيتمّ إرسال ردّنا إلى بريدك الإلكترونيّ ولن يتمّ نشره بالضرورة على الموقع، فستحتاج إلى إدخال عنوانك بشكل صحيح.
يرجى ملاحظة ما يلي:
١ . ربما تمّت ردّ شبهتك على الموقع. لذلك، من الأفضل قراءة الشبهات والردود ذات الصلة أو استخدام ميزة البحث على الموقع قبل كتابة شبهتك.
٢ . من الأفضل تجنّب كتابة شبهات متعدّدة غير ذات صلة في كلّ مرّة؛ لأنّ هذه الشبهات تتمّ ردّها على الموقع بشكل منفصل وربما في وقت أطول من المعتاد.