● ابتسم الأستاذ وقال: نعم، لا أريد ذلك. إنّما أريد أنّه لن تتحقّق حكومة الإنسان الكامل، كأيّ حكومة أخرى، ما لم تحصل على «قبول اجتماعيّ واسع»، ولم تصبح «الشيء الوحيد الذي يطلبه الجمهور». لذلك، فإنّ حركة الناس نحو الإنسان الكامل، ليست حركة جسديّة، بل هي حركة «ثقافيّة» و«اجتماعيّة» و«سياسيّة». بناء على هذا، يجب على الناس أن يتحرّكوا نحو الإنسان الكامل في ثلاث مراحل متناوبة حتّى تتهيّأ الظروف لحكومته بالكامل[١]:
المرحلة الأولى هي المرحلة الفكريّة، وهي أن يؤمنوا بتحقّق حكومة الإنسان الكامل إذا تهيّأت له الظروف، ويريدوا حكومة المهديّ بقلوبهم، ولا يرضوا بحكومة غيره. الطلب الواقعيّ والجدّيّ لحكومة المهديّ، المستلزم للبراءة من أيّ حكومة أخرى لها أيّ أساس وعمل، هو الخطوة الأولى للمجتمع نحو هذا الهدف العالي[٢].
المرحلة الثانية هي المرحلة اللّسانيّة، وهي أن يظهروا إيمانهم الراسخ بتحقّق حكومة الإنسان الكامل إذا تهيّأت له الظروف، ويعلنوا عن إرادتهم القلبيّة لحكومة المهديّ وبراءتهم القلبيّة من حكومة غيره، باستخدام كلّ قدراتهم وإمكانيّاتهم، ويقدّموا ذلك كمطالبة عامّة وشعار اجتماعيّ[٣]. هنالك يحصل الإنسان الكامل على القبول اللازم، ويفقد سائر الحكّام مقبوليّتهم، وهذه خطوة أخرى نحو ذلك الهدف الساميّ.
