ليس هناك أدنى شكّ في أنّ ولادة المهديّ، وإن كانت منوطة بفاعليّة اللّه، إلا أنّها منوطة بقابليّة الناس؛ لأنّه بدون قابليّة الناس، ستكون ولادة المهديّ عبثًا ونقضًا للغرض، ولن تؤدّي إلى حاكميّته وتحقّق العدل المطلق العالميّ؛ نظرًا لأنّه من المؤكّد أنّ وجود المهديّ وحده لا يكفي لتحقّق حاكميّة المهديّ والعدل المطلق العالميّ، وطاعة الناس الكاملة له شرط لذلك أيضًا. بناء على هذا، ما دام الناس لم يستعدّوا للطاعة الكاملة له، لن يكون من الممكن أن يخلقه اللّه، ولو خلقه لن يكون من الممكن أن يظهره للناس؛ لأنّهم ربما سيقتلونه. كما أنّه ليس من الممكن إذا استعدّ الناس للطاعة الكاملة له أن لا يخلقه اللّه أو لا يظهره إن كان قد خلقه؛ لأنّ هذا أيضًا نقض للغرض، بل متعارض مع عدل اللّه، وما اللّه بظلّام للعبيد[١]. من هنا يعلم أنّ الناس هم مسؤولون عن وجود المهديّ وعدمه، ومكلّفون بتهيئة الظروف المناسبة لولادته وظهوره، وبالتالي عدمهما نتيجة لتقصيرهم في العمل بهذا التكليف.
● الأستاذ مكث هنيهة ثمّ أردف قائلًا: لكنّ الأعجب من غفلة هذا الفريق، هو خطأ الفريق الآخر الذين يعتقدون أنّ المهديّ قد ولد، لكنّ تحقيق حاكميّته غير ممكن للناس! في حين أنّه إذا كان المهديّ قد ولد مثلنا ويعيش مثلنا، فلم يكون الوصول إلى السلطة السياسيّة الممكن لنا غير ممكن له؟! أيّ فرق بينه وبيننا في هذا الصدد؟! أليس هو أقوى منّا على هذا الأمر؟! أليس هو أكبر اهتمامًا منّا بهذا الأمر؟!
 
        
 
             
            