كثير منهم يبذلون قصارى جهدهم ويحاولون بنصح إنقاذ سفينة المجتمع من الغرق، لكنّهم للأسف إنّما يرهقون أنفسهم ويضيعون قواهم؛ لأنّ الطريقة الوحيدة لإنقاذ السفينة هي إصلاح ثقبتها، وهم لا يفعلون ذلك، بل إنّما يخرجون الماء بأكفّهم، وعندما لا يرون بادرة النجاة، فإمّا يتبرّمون ويضجّون ويتّهمون الآخرين، أو يقنطون ويعتزلون ويغادرون الساحة.
■ الطالب: ماذا يجب أن نفعله بين هذه المشاجرات والجهود غير المجدية؟
● الأستاذ: ماذا يجب أن يفعله من هو في السفينة المثقّبة التي ستغرق قريبًا؟ من المعلوم أنّه لا بدّ أن يأخذ وعاءًا ويخرج الماء مثل بعض الآخرين، أو يفحص عن ثقبة السفينة ويصلحها؛ ولو أنّ هناك آخرين قد اتّخذوا طريقًا ثالثًا: قد جلسوا منتظرين للموت وهم خائبون وقانطون، وينظرون إلى الأمواج المجنونة بأعين شاخصة وذاهلة، وآخرين أيضًا قد ناموا ولا يعلمون حتّى أنّهم يغرقون!
■ الطالب: لا طائل من إخراج الماء بالوعاء، ولا يمكن الجلوس انتظارًا للموت، وتجاهل الواقع أيضًا سفاهة. فالعمل العقلانيّ الوحيد هو أن نجد الثقبة ونصلحها. هذا هو السبيل الوحيد. ليس هناك سبيل آخر.
● الأستاذ: هو كذلك، ولكن يجب أن تعلم أنّ هذا العمل ليس سهلًا على الإطلاق؛ لأنّه كلّما كانت المشكلة أكثر عمقًا، كانت مواجهتها أكثر صعوبة وخطورة وتكلفة. ربما لهذا السبب يفضّل بعض الناس البقاء على السطوح وعدم التعمّق أكثر من قدر معيّن!
