لذلك، ما دامت العلّة فاسدة فسيكون المعلول أيضًا فاسدًا؛ كما أنّ الشجرة التي لها جذور فاسدة، لا يمكن أن يكون لها أغصان وأوراق سليمة.
■ الطالب الذي أحسّ أنّه قد اهتدى إلى دائرة أكثر داخليّة من المعرفة، هزّ رأسه تصديقًا وقال: هذا صحيح. على سبيل المثال، إذا كان لدينا مشكلة الفقر، فلا بدّ لنا أن نفحص عن المشاكل الأعمق التي تقوم عليها هذه المشكلة. فنرى مثلًا أنّها مشكلة تخلّف البلد. ثمّ لا بدّ لنا أن نفحص عن المشاكل الأعمق التي تقوم عليها مشكلة تخلّف البلد. فنرى مثلًا أنّها مشكلة انعدام الأمن. ثمّ لا بدّ لنا أن نفحص عن المشاكل الأعمق التي تقوم عليها مشكلة انعدام الأمن. فنرى مثلًا أنّها مشكلة الإختلاف القوميّ والمذهبيّ، وهكذا[١]. لكن هناك مسألتان أريد أن تتّضحا لي: إحداهما أنّ في المجتمع مشاكل لا تحصى، وقد يكون لكلّ واحدة منها جذرها الخاصّ بها، فكيف يمكننا إصلاح هذه الجذور غير المحصورة؟ والمسألة الأخرى أنّها لا يسعنا إهمال السطوح والإكتفاء بالجذور. أليس كذلك؟
● ابتسم الأستاذ وقال: عليك أن تنظر بعناية أكثر. بالنسبة للمسألة الأولى يجب أن تعلم أنّ التعدّد في المشاكل السطحيّة ينتهي إلى الوحدة في المشكلة الرئيسيّة؛ أعني أنّ مشاكل المجتمع، ولو أنّها كثيرة في السطح، إلا أنّها كلّما تزداد عمقًا تزداد اتّحادًا، حتّى تؤدّي إلى نقطة واحدة. لا يمكن أبدًا اعتبار نقطتين مركزيّتين لدائرة واحدة. لذلك، إذا وجدنا المشاكل المتعدّدة لم تؤدّ إلى أصل واحد، فلنعلم أنّنا قد أخطأنا في معرفتها.
