كاتب السؤال: علي الراضي تاريخ السؤال: ١٤٣٧/٢/٢٣

هل يمكن لقاء المهديّ بفعل الواجبات والإكثار من المستحبّات ونذر الصلاة والصوم والصدقة وغير ذلك من العبادات؟

الاجابة على السؤال: ٧ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٧/٢/٢٦

لقاء المهديّ، على القول بوجوده في الوقت الحاضر، ممكن لكلّ من يواجهه، لكنّ معرفته قبل ظهوره غير ممكنة إلا لمن لديه حظّ كافٍ من العقل والتقوى ولا يعرّضه للخطر بعلم أو بغير علم. لذلك، من المحتمل أن كان من رآه أكثر المدّعين للقاء المهديّ في حالات غير عاديّة وظنّوا أنّه المهديّ غير المهديّ، كملك أو جنّيّ أو رجل من الصالحين. ثمّ لا شكّ أنّ أنفع لقاء مع المهديّ ممكن بعد ظهوره وسلطنته، ولذلك ينبغي للذين يأملون لقاءه أن يلحقوا بالممهّد لظهوره ويعينوه على تسليطه، بدلًا من تعذيب أنفسهم في زوايا البيوت بالعبادات التي لم يكتبها اللّه تعالى عليهم!

رقم التعليق: ١ كاتب التعليق: محمّد تقي تاريخ التعليق: ١٤٣٨/٨/٩

ما رأي السيّد العلامة حفظه اللّه تعالى فيما يُنسب إلى رجال مثل الشيخ المفيد وآيت اللّه ... من لقاء الإمام المهديّ عليه السلام؟ هل من الممكن أصلًا لقاء الإمام المهديّ عليه السلام قبل ظهوره مع معرفته، لا كرجل عاديّ؟ شكرًا مقدّمًا على الردّ.

الاجابة على التعليق: ١ تاريخ الاجابة على التعليق: ١٤٣٨/٨/١٨

يرجى التنبّه للنكات التالية:

١ . بناء على الإعتقاد بوجود الإمام المهديّ عليه السلام في الوقت الحاضر، ليس هناك أيّ مانع عقليّ من لقائه، لكن بالنظر إلى وجوب التقيّة عليه في التعامل مع أعدائه والجهّال من أحبّائه صيانة لنفسه، من المحدود جدًّا إمكانيّة لقائه مع معرفته. لذلك، فإنّ لقاءه بدون معرفته ممكن بلا شكّ وربما يقع، وليس من المستحيل أيضًا لقاؤه مع معرفته، إلّا أنّه غير ضروريّ ومخالف للإحتياط والمصلحة في الأغلب.

٢ . لقاء الإمام المهديّ عليه السلام، حتّى في حالة وقوعه، شيء لا يمكن إثباته غالبًا، ولذلك لا وجه لادّعائه غالبًا، ولو أنّه شيء لا يمكن إنكاره أيضًا في كثير من الأحيان.

٣ . لقاء الإمام المهديّ عليه السلام مع الذين يدّعون لقاءه وهم متلبّسون بظلم أو ضلال بيّن بعيد للغاية؛ لأنّ لقاءه معهم، من جانب يخالف الإحتياط والمصلحة ومن جانب آخر، لا يمكن إلا مع زجرهم عن ظلمهم وضلالهم؛ كما أنّ ادّعاء الذين ينسبون إلى الإمام المهديّ عليه السلام قولًا أو فعلًا مخالفًا ليقينيّات الإسلام هو مجرّد كذب وافتراء عليه، وهذا ظلم شائع جدًّا بين الأدعياء وأتباعهم؛ لدرجة أنّ بعضهم لإثبات عقائدهم وأعمالهم المخالفة للعقل والشرع يدّعون أنّهم قد لقوا الإمام المهديّ عليه السلام وأنّه هو الذي قد أمرهم بها، في حين أنّ هذا الإدّعاء هو مجرّد كذب وافتراء عليه. من الواضح أنّ من علّم هؤلاء عقائد وأعمالًا مخالفة للعقل والشرع لم يكن الإمام المهديّ عليه السلام، بل كان الشيطان الذي يتراءى لأوليائه في صور مختلفة ويضلّهم عن سبيل العقل والشرع، وهذه حقيقة مفزعة كشف عنها المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى في بعض حِكمه؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال:

ذُكِرَ عِنْدَ الْمَنْصُورِ أَحْمَدُ الْحَسَنُ[١]، فَقَالَ: أَدْرَكْتُ شَيْطَانَهُ بِمُلْتَقَى الطَّرِيقَيْنِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ فَهَرَبَ مِنِّي! أَلَا وَاللَّهِ لَوْ قَتَلْتُهُ لَارْتَاحَ الرَّجُلُ كَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ! قُلْتُ: أَلَهُ شَيْطَانٌ -جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَيُقَالُ لَهُ الْمُتَكَوِّنُ، يَأْتِيهِ وَأَصْحَابَهُ فِي كُلِّ صُورَةٍ فَيُغْوِيهِمْ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَأْتِيهِمْ فِي صُورَةِ الْمَهْدِيِّ.[٢]

نعوذ باللّه من الشيطان وأوليائه، الذين لا يألون مكرًا لإضلال الناس ويستغلّون اسم الإمام المهديّ عليه السلام من أجل الحصول على مقاصدهم الخبيثة ونشر عقائدهم وأعمالهم الخاطئة.

↑[١] . هو أحمد إسماعيل البصري المتسمّي بأحمد الحسن اليماني أحد الدّجّالين المعاصرين من الشيعة الذين يدّعون الإمامة والوصاية والسفارة بلا حجّة ولا برهان (انظر: السؤال والجواب ٤).
↑[٢] . القول ١٩، الفقرة ٧