كاتب السؤال: محمّد جواد تاريخ السؤال: ١٤٣٧/٢/١٤

هناك رجال مستضعفون في بلاد مختلفة قد أجابوا دعوة السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى إلى خليفة اللّه في الأرض والإمام الوحيد لعباد اللّه المخلصين -المهديّ عليه السّلام- الذي يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا حسب وعد النبيّ الصّادق صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فلحقوا بنهضة «العودة إلى الإسلام» وقاموا بالدعوة إلى الدّين الخالص ومكافحة البدع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولذلك أصبحوا عرضة لهجوم الطواغيت وأعوانهم وسائر الجهّال والمنحرفين والمقلّدين المتعصّبين للمذاهب والفقهاء، بحيث يمكن أن يؤخذوا ويقتلوا، خاصّة في بلاد مثل إيران التي يحكمها أضلّ الحكّام وأظلمهم. سؤالي أنّهم إذا قُتلوا في هذه السبيل فهل هم شهداء عند اللّه؟

الاجابة على السؤال: ٣ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٧/٢/١٥

إنّ الذين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل تحقيق حكومة اللّه في الأرض من خلال تحقيق حكومة خليفته المهديّ عليه السّلام، هم الشهداء الأحياء، وإن قُتلوا في هذه السبيل فيُعتبرون خير الشهداء في آخر الزمان، بل لا شهيد سواهم في العصر الحاضر؛ لأنّه لا أحد سواهم يجاهد في سبيل تحقيق حكومة اللّه في الأرض، بل يجاهد الجميع من كلّ فرقة في سبيل تحقيق حكومة الآخرين بعلم أو بغير علم، في حين أنّه لا شهادة إلا في سبيل تحقيق حكومة اللّه في الأرض؛ كما قال سبحانه: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ[١] وقال: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ[٢]. لذلك، إنّ الذين يُقتلون في سبيل التأسيس أو الحفظ لحكومة قائد داعش، أو قائد طالبان، أو قائد سوريا، أو قائد إيران، أو قائد آخر من قادة الدّول أو الأحزاب، هم أموات، وما تسميتهم بالشهداء إلا خدعة؛ لأنّ الشهيد في الإسلام من يُقتل في سبيل التأسيس أو الحفظ لحكومة خليفة اللّه في الأرض، لا التأسيس والحفظ لحكومة الآخرين، ولا يوجد في العصر الحاضر من يتّصف بهذه الصفة إلا المنصور الهاشمي الخراساني وأصحابه المخلصين، الذين يجاهدون في سبيل التأسيس والحفظ لحكومة المهديّ عليه السّلام؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال:

سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: أَلَا تَتَعَجَّبُونَ مِنْهُمْ؟! يُسَمُّونَ قَتِيلَ هَذَا شَهِيدًا وَقَتِيلَ هَذَا شَهِيدًا، وَمَا هُمَا إِلَّا جِيفَتَانِ تَهُبُّ عَلَيْهِمَا الرِّيَاحُ! أَلَا وَاللَّهِ مَا الشَّهِيدُ إِلَّا أَنَا وَأَصْحَابِي، وَإِنْ مِتْنَا عَلَى فُرُشِنَا.[٣]

نسأل اللّه التوفيق للشهادة الحقيقيّة في سبيله مع الممهّد لظهور خليفته المهديّ عليه السّلام.

↑[١] . النّساء/ ٧٦
↑[٢] . البقرة/ ١٥٤
↑[٣] . القول ٥٠، الفقرة ٢