كاتب السؤال: أبو محمّد تاريخ السؤال: ١٤٤٧/٢/٢٧

ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ وإذا كان صحيحًا فما هو تفسيره؟

الاجابة على السؤال: ٢٢ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٤٧/٣/١٠

لقد تخبّط الناس في تفسير هذا الخبر، واتّبعوا أهواءهم بغير علم؛ لأنّه من أخبار الآحاد، وهو ضعيف الإسناد، لضعف طريق الطوسيّ إلى الفضل بن شاذان، وفيه إجمال كبير لجهالة عبد اللّه المذكور فيه، والظاهر أنّه كان رجلًا معروفًا على عهد الإمام جعفر الصّادق (ت١٤٨ق)، بل كان المتبادر منه عند الإطلاق خليفتي زمانه «عبد اللّه السفّاح» (ت١٣٦ق) و«عبد اللّه المنصور» (ت١٥٨ق)، ولكنّهما ماتا ولم يخرج القائم، وهذا أيضًا يوهن صدور الخبر عن الإمام جعفر الصّادق، والأقرب عندنا أنّه من موضوعات الواقفة القائلين بأنّ الإمام موسى بن جعفر (ت١٨٣ق) هو القائم، وقد أرادوا أنّه يخرج بعد موت «عبد اللّه المنصور»، وممّا يدلّ على هذا أنّ الخبر قد رواه عثمان بن عيسى، عن درست بن أبي منصور، وهما واقفيّان؛ فاللّه أعلم أيّهما وضعه، إلّا أنّ درست بن أبي منصور أولى بذلك لطبقته ولأنّه غير موثّق في كلام أصحابه صراحةً، ولمثل هذا لا ينبغي الإشتغال بأخبار الآحاد؛ لا سيّما في باب الملاحم والفتن؛ لأنّها لا توجب علمًا، وفيها موضوعات كثيرة لا يبصرها إلّا الراسخون في العلم[١].

↑[١] . لمزيد المعرفة عن هذا، راجع: مبحث «رواج النّزعة الحديثيّة» من كتاب «العودة إلى الإسلام» للسيّد العلّامة حفظه اللّه تعالى.