١ . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّالَقَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: لَا يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى يَنْزِلَ الْمَلَائِكَةُ، وَلَا يَنْزِلُونَ حَتَّى يَجْتَمِعَ الْمُؤْمِنُونَ بِخُرَاسَانَ، وَالْمُنَافِقُونَ بِالشَّامِ.

٢ . أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: لَا يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى يَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ، فَيَجْمَعَ الطَّيِّبَ فِي خُرَاسَانَ، وَالْخَبِيثَ فِي الشَّامِ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ مَنْ يَتَوَقَّفُ، فَلَا يَمِيلُ إِلَى أَحَدِهِمَا؟ قَالَ: لَا يَذَرُهُ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَمِيلَ إِلَى أَحَدِهِمَا، وَإِنْ جُدِعَ أَنْفُهُ -وَفِي خَبَرٍ آخَرَ:- يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا، فَيَضْرِبُهُ بِسَوْطٍ كَمَا يَضْرِبُ أَحَدُكُمْ حِمَارَهُ، حَتَّى يَمِيلَ إِلَى أَحَدِهِمَا!

شرح القول:

مراده بالمؤمنين الطيّبين الذين يجتمعون بخراسان هم أصحاب الرايات السود الممهّدون لظهور المهديّ؛ فقد ثبت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه أمر المؤمنين بلحوقهم؛ كما روي أنّه قال: «فَمَنْ أَدْرَكَهُمْ مِنْكُمْ أَوْ مِنْ أَعْقَابِكُمْ، فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ»، وذكر أميرهم المنصور وقال: «وَجَبَ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ نَصْرُهُ»[١]، ومراده بالمنافقين الخبيثين الذين يجتمعون بالشام هم أصحاب السفيانيّ الذي يخرج بالشام قبل ظهور المهديّ، فيفسد في الأرض ويسفك الدّماء، وإنّما قال لا يخرج المهديّ إلّا بعد اجتماع هؤلاء في خراسان وهؤلاء في الشام لأنّ اجتماعهم فيهما من العلامات الحتميّة لظهور المهديّ، وأمّا قوله: «لَا يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى يَنْزِلَ الْمَلَائِكَةُ»، فقد بيّن ذلك بالتفصيل في القول ١٥٨ من أقواله الطيّبة، فراجع.

↑[١] . لمزيد المعرفة عن هذا، راجع: السؤال والجواب ١٢، والشبهة والردّ ٢١.