كاتب السؤال: إبراهيم صبري تاريخ السؤال: ١٤٤٣/١١/٢٤

نذرت أن أذبح خروفًا لوجه اللّه إن رزقت ولدًا. فهل كان نذري صحيحًا؟ ما هو الأصحّ عند الذبح والتوزيع أن أقول؟

الاجابة على السؤال: ٣ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٤٣/١٢/٣

الذبح للّه واجب على من رزقه ولدًا سويًّا، وذلك هو العقيقة؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال:

سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنِ الْعَقِيقَةِ، فَقَالَ: هِيَ وَاجِبَةٌ عَلَى الْمُسْتَطِيعِ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى مَا رَزَقَهُ مِنَ الْوَلَدِ السَّوِيِّ، قُلْتُ: وَاجِبَةٌ؟! قَالَ: نَعَمْ، أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ۝ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[١]؟! هُوَ الْوَلَدُ السَّوِيُّ.[٢]

والمشهور بين الفقهاء أنّ نذر الواجب لا ينعقد؛ لأنّه لغو، وقال بعضهم: ينعقد، وفائدته وجوب الكفّارة مع الترك، وهو قول ضعيف؛ لأنّ النذر لا كفّارة له على الصحيح من الأقوال، بل لا بدّ من الوفاء به، بخلاف اليمين؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال:

سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: مَنِ ابْتُلِيَ مِنْكُمْ بِيَمِينٍ ثُمَّ كَرِهَهُ فَلَهُ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْهُ، لِأَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ، وَمَنِ ابْتُلِيَ مِنْكُمْ بِنَذْرٍ أَوْ عَهْدٍ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ أَنْ يُوفِيَ بِهِ، لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضْ لَكُمْ تَحِلَّةَ نُذُورِكُمْ وَلَا عُهُودِكُمْ، وَقَالَ: ﴿بِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا[٣]، وَقَالَ: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا[٤].

ثمّ الواجب عند الذبح أن يُذكر اسم اللّه على الذبيحة؛ لقوله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ[٥]، وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ[٦]، والسنّة أن يقال: «بِسْمِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ»[٧]، وأن يُدعَ للمولود إذا كان الذبح للعقيقة؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال:

كَتَبْتُ إِلَى الْمَنْصُورِ أَسْأَلُهُ عَمَّا يُقَالُ عَلَى الْعَقِيقَةِ، فَكَتَبَ فِي الْجَوَابِ: قُلْ عَلَى الْعَقِيقَةِ عِنْدَ الذِّبْحِ: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، اللَّهُمَّ هَذِهِ عَقِيقَةٌ عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، دَمُهَا بِدَمِهِ، وَلَحْمُهَا بِلَحْمِهِ، وَعَظْمُهَا بِعَظْمِهِ، وَجِلْدُهَا بِجِلْدِهِ، وَشَعْرُهَا بِشَعْرِهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا فِدَاءً لَهُ مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ.

↑[١] . الكوثر/ ١-٢
↑[٣] . الأنعام/ ١٥٢
↑[٤] . الإنسان/ ٧
↑[٥] . الأنعام/ ١١٨
↑[٦] . الأنعام/ ١٢١
↑[٧] . انظر: تفسير يحيى بن سلام، ج١، ص٣٧٩؛ مسند أبي داود الطيالسي، ج٣، ص٤٧٢؛ مسند أحمد، ج٢٣، ص٢٦٩؛ صحيح البخاري، ج٧، ص١٠١؛ صحيح مسلم، ج٦، ص٧٧؛ سنن أبي داود، ج٣، ص٩٩؛ سنن الترمذي، ج٤، ص١٠٠؛ مسند البزار، ج١٣، ص٣٨٨؛ سنن النسائي، ج٧، ص٢٣٠؛ مسند أبي يعلى، ج٣، ص٣٢٧؛ الكافي للكليني، ج٦، ص٢٢٨؛ من لا يحضره الفقيه لابن بابويه، ج٢، ص٥٠٤؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج٩، ص٤٨٠.