١ . أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ الطِّهْرَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ أَيَّدَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الْمَصْرَفِ، يُودِعُهُ الرَّجُلُ مِنْ مَالِهِ مِائَةَ دِينَارٍ لِيَعْمَلَ بِهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، عَلَى أَنْ يُؤْتِيَهُ عِشْرِينَ دِينَارًا مِنَ الرِّبْحِ، قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ رِبًا فَاجْتَنِبُوهُ، قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا هُوَ إِلَّا مُضَارَبَةٌ! قَالَ: كَذَبُوا، أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ رِبْحَ الْمُضَارَبَةِ غَيْرُ مَعْلُومٍ وَلَا مَشْرُوطٍ؟!

٢ . أَخْبَرَنَا حَيْدَرُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُوسَوِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ أَيَّدَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الْبَنْكِ، فَقَالَ: سَلْ غَيْرِي! سَلْ هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاءَ! قُلْتُ: لِمَاذَا؟! قَالَ: لِأَنَّكَ فِي سَعَةٍ مَا لَمْ تَسْأَلْنِي، فَإِذَا سَأَلْتَنِي أَخْبَرْتُكَ بِالْحَقِّ فَضَاقَتْ عَلَيْكَ! أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ[١]؟! قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِالْحَقِّ، وَلَا تَرُدَّنِي إِلَى حُفْنَةٍ مِنَ الْقَرَاصِنَةِ! قَالَ: لَا بَنْكَ فِي الْإِسْلَامِ، إِنَّمَا هُوَ وَدِيعَةٌ وَقَرْضٌ وَمُضَارَبَةٌ، وَمَنْ عَامَلَ الْبَنْكَ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ الرِّبَا، قُلْتُ: إِلَّا مَنْ أَكْرَهَهُ ظَالِمٌ؟ قَالَ: إِلَّا مَنْ أَكْرَهَهُ ظَالِمٌ، ثُمَّ قَالَ: أَلَكَ مَالٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَأَتَطَبَّبُ، قَالَ: لَوْ أَلْقَيْتَ مَالَكَ فِي الْبَحْرِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَضَعَهُ فِي الْبَنْكِ، لِأَنَّهُ كِيسُ الظَّلَمَةِ، وَإِنَّ كِيسَهُمْ كَبَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ، يَتَّصِلُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْمَرْكَزِ! قُلْتُ: وَمَا الْمَرْكَزُ؟! قَالَ: كِيسُ الْأَعْوَرِ!

٣ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: كَسَبْتُ مَالًا مِنْ تِجَارَةٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَضَعَهُ فِي بَنْكٍ، فَاسْتَشَرْتُ الْمَنْصُورَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: لَوْ أَحْرَقْتَ مَالَكَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَضَعَهُ فِي الْبَنْكِ! قُلْتُ: لِمَاذَا؟! قَالَ: لِأَنَّهُ مِنْ خَزَائِنِ الشَّيْطَانِ!

شرح القول:

لقراءة شرح هذه الأقوال المهمّة، راجع السؤال والجواب ٧٣.

↑[١] . المائدة/ ١٠١