١ . أَخْبَرَنَا وَلِيدُ بْنُ مَحْمُودٍ السِّجِسْتَانِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ الطَّبَرِيُّ جَمِيعًا، قَالَا: أَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يُقَبِّلَ يَدَ الْمَنْصُورِ فَأَبْعَدَ يَدَهُ وَقَالَ لَهُ: أَتُرِيدُ أَنْ تُغِرَّنِي كَمَا تُغِرُّ هَؤُلَاءِ الدَّجَاجِلَةَ؟! لَا يُقَبِّلُ الرَّجُلُ يَدَ الرَّجُلِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ إِمَامًا مُفْتَرَضَ الطَّاعَةِ، قَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا فَعَلْتُ ذَلِكَ إِلَّا لِأَعْلَمَ أَهُوَ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ أَمْ لَا، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُمْ.

شرح القول:

أراد هذا الإنسان العظيم بقوله: «أَتُرِيدُ أَنْ تُغِرَّنِي كَمَا تُغِرُّ هَؤُلَاءِ الدَّجَاجِلَةَ؟!» أنّ الناس بتقبيل أيدي الرؤساء والعلماء يغرّونهم؛ لأنّهم من ناحية يدفعونهم إلى الكبر والعُجب ويخلقون منهم دجّالين، ومن ناحية أخرى يخيّلون إليهم أنّ لهم محبّين وأعوانًا ليقتحموا الأمر العظيم معتمدين عليهم، مع أنّ أكثرهم ليسوا محبّين ولا أعوانًا في الحقيقة، وإنّما يقبّلون أيديهم خوفًا أو طمعًا! فنبّه هذا العبد الصالح على أنّه ليس من هؤلاء ليستطيع الناس أن يغرّوه بأمثال هذه الأفعال الخادعة، وهذا أحد الفروق بين الصدّيقين والدّجّالين.

٢ . أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ فَرْهَادَ الْمَهَابَادِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدًا صَالِحًا -يَعْنِي الْمَنْصُورَ- يَقُولُ: مَنْ قَبَّلَ يَدَ ظَالِمٍ يُظْهِرُ بِذَلِكَ وَلَايَتَهُ فَكَأَنَّمَا قَبَّلَ اللَّاتَ وَالْعُزَّى.

شرح القول:

اللات والعزّى صنمان من أصنام المشركين في الجاهليّة.

٣ . أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَتْلَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يُقَبِّلُ يَدَ وَالِدَيْهِ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ[١]؟!

شرح القول:

لقراءة المزيد من شرح هذه الحِكَم، راجع السؤال والجواب ٤٣.

↑[١] . الإسراء/ ٢٤