كاتب الشبهة: علي الراضي تاريخ الشبهة: ١٤٣٧/١/١٨

يتمّ تقديم عدد من أسئلة الأصدقاء:

١ . قال العلامة الخراساني في الصفحة ٢١٤ من كتاب «العودة إلى الإسلام»: «وإنّي إن تمكّنت في الأرض سأجازيهم على عملهم [يعني الحكّام المحاربين والمفسدين]؛ لأنّ إزالتهم من طريق المهديّ واجبة على كلّ مسلم متمكّن من ذلك». السؤال هو هل لدى جنابه إذن من الإمام المهديّ لهذا العمل أو يعمل برأيه واجتهاده اليقينيّ؟ هل المراد من التمكّن هو تشكيل الحكومة؟ إن كان هكذا فما الفرق بين هذه الحكومة وسائر الحكومات الإسلاميّة؟

٢ . إنّ جنابه في أحد الأقوال يشبّه نفسه بمسلم بن عقيل. إنّ مسلم بن عقيل كان لديه إذن من إمام زمانه. هل لدى جنابه إذن من الإمام المهديّ؟ إنّ بعض العلماء كالإمام الخميني أيضًا كانوا يعتبرون حركاتهم الثوريّة مأخوذة من قيام الإمام الحسين ولكنّهم ما كانوا يدّعون إذنًا من الإمام المهديّ وكانوا يعملون برأيهم واجتهادهم، مع أنّ مجرّد الرأي والإجتهاد لا يفيد اليقين فيما يعتقد العلامة.

٣ . كما أنّ الإمام المهديّ عليه السلام موعود، يجب أن يكون الدعاة إليه والممهّدون لظهوره أيضًا موعودين بحكم العقل السليم؛ لأنّ العقل يحكم أن يبشّر بهم رسول اللّه وسائر أئمّة أهل البيت ويسوقوا الناس إليهم. مع ذلك لماذا يصرّ العلامة الخراساني على أن نتّكئ فقطّ على الأمور اليقينيّة التي جاءت في كتاب «العودة إلى الإسلام» ولا نتّكئ على الأحاديث المعتبرة التي تشير إلى الخراساني الموعود؟ كيف نصل إلى اليقين التامّ في هذه الحالة؟ في جملة الأحاديث التي وردت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأمير المؤمنين وسائر أئمّة أهل البيت قد تمّت الإشارة إلى الصفات التالية لمعرفة أحد نوّاب الإمام المهديّ عليه السلام الخاصّة:

- صاحب الرايات السود

- خراساني

- حسني أو حسيني

- شابّ وضيء الوجه

- في كفّه اليسرى خال.

- على مقدّمة جيشه شعيب بن صالح التميمي.

- تجيبه كنوز الطالقان.

- يحارب بني أميّة (السفياني) في آخر الزمان فيغلب عليه.

- الإمام المهديّ مخفيّ في جيشه ويهديه و...

هذا يدلّ على أنّ رسول اللّه وأئمّة أهل البيت قد اعتبروا بعض الصفات لازمة لمعرفته، كما أنّ سلمان الفارسي لمّا ورد المدينة قام بتطبيق الصفات التي أخذها من الكتب السماويّة على رسول اللّه ووصل إلى اليقين التامّ وآمن بحضرته. يرجى توضيح المزيد عن هذا.

الاجابة على الشبهة: ٠ تاريخ الاجابة على الشبهة: ١٤٣٧/١/٢٠

أيّها الأخ المطّلع!

الإجابات على أسئلة أصدقائكم هي كما يلي:

١ . إنّ مراد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى من «التمكّن في الأرض» ليس الوصول إلى الحكومة بالضرورة، بل التمتّع بالمرافق اللازمة لدفع فتنة الحكّام الظالمين وإزالتهم عن طريق المهديّ وهو أعمّ من الوصول إلى الحكومة وربما يتيسّر بحماية عدّة كافية من المسلمين؛ كما قال جنابه بصراحة: «إزالتهم عن طريق المهديّ واجبة على كلّ مسلم كان متمكّنًا منها». في حين أنّه من الواضح أنّ الوصول إلى الحكومة ليس واجبًا على كلّ مسلم كان متمكّنًا منه، بل لا يكون شرعيًّا إلا بإذن قطعيّ من اللّه ولذلك، إنّ التمكّن في الأرض لـ«إيفائهم جزاء عملهم» هو أعمّ من الوصول إلى الحكومة. على كلّ حال، ليس هناك شكّ في أنّ كلّ من نال الحكومة على المسلمين من دون إذن اللّه الذي يُعرف عن طريق النصّ القطعيّ لخليفة اللّه في الأرض أو آية بينّة فهو طاغوت وإن كان المنصور الهاشمي الخراساني.

٢ . إنّ تشبيه شخص بشخص آخر لا يعني بالضرورة تشابههما في جميع الجهات؛ كما شبّه اللّه عيسى عليه السلام بآدم عليه السلام وقال: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[١]، مع أنّه من الواضح أنّ عيسى عليه السلام كان له أمّ وأنّ آدم عليه السلام لم يكن له أمّ ولذلك، لم يكن تشابههما في جميع الجهات. من هنا يعلم أنّ تشبيه المنصور بمسلم بن عقيل لا يعني بالضرورة تمتّع المنصور بإذن المهديّ كتمتّع مسلم بإذن الحسين وإن كان ذلك ممكنًا ولذلك، للإطلاع عليه يجب الرجوع إلى شيء غير التشبيه المذكور. القدر المتيقّن هو أنّ تمهيد المنصور لمجيء المهديّ عن طريق أخذ البيعة له وإعداد عدّة كافية لحمايته شبيه بعمل المسلم للحسين وهذا كاف لصحّة تشبيه أحدهما بالآخر.

٣ . الروايات حول ظهور رجل من خراسان الكبيرة مع رايات سود يدعو إلى المهديّ ويمهّد لحكومته، متواترة وإن احتمل أحد أنّ جناب العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى هو ذلك الرّجل بالنظر إلى اجتماع الصفات المذكورة فينبغي أن لا يقعد منتظرًا لادّعائه، بل يحقّق عنه والتحقيق عنه يمكن من خلال الرّجوع إليه أو الرجوع إلى الذين يرجعون إليه ليطّلع على صفاته؛ لأنّ معرفة الخراساني الموعود لا تتوقّف على ادّعائه، بل تتوقّف على اجتماع الصفات المرويّة له، سواء ادّعا ذلك أو امتنع عن الإدّعاء لأسباب ما؛ لأنّه لم يرد في الروايات أنّ الخراساني الموعود يعتبر نفسه الخراساني الموعود، بل وردت صفات له فقطّ ومن الواضح أنّ هذه الصفات كافية لمعرفته من قبل الآخرين بغضّ النظر عن ادّعائه؛ نظرًا إلى أنّها لو لم تكن كافية بغضّ النظر عن ادّعائه، لا تكون كافية مع النظر إلى ادّعائه؛ لأنّ الإدّعاء لا ينفع من ليست له صفات الخراساني الموعود، كما أنّ ترك الإدّعاء لا يضرّ من له صفات الخراساني الموعود. لهذا عرف بحيرى النصراني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بصفاته قبل أن يدّعي وكان ذلك من باب ما قيل: «بزوغ الشمس دليل عليها» وقيل: «ائت بالفنّ ولا تبالغ في الكلام يا سعدي/ لا يحتاج السكّر أن يقول أنا حلو!»

قد تمّ إعلامكم من قبل بأنّه يمكنكم بعد العضويّة الفعّالة في هذا الموقع الإسلامي أن ترجعوا إلى الذين يرجعون إلى العلامة حفظه اللّه تعالى وتحصلوا على مزيد من المعلومات عن بعض القضايا.

نسأل اللّه لكم ولأصدقائكم التوفيق.

↑[١] . آل عمران/ ٥٩