كيف تتمّ تذكية السمك؟
ذكاة السمك إخراجه من الماء حيًّا. فلو وجده ميّتًا في الماء أو غيره لم يحلّ أكله؛ لأنّه ميتة وقد قال اللّه تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ﴾[١] ولا يجوز تخصيص قوله تعالى بما روي عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في البحر: «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ»[٢]؛ لأنّ القرآن لا يخصّص بالسنّة[٣] ولعلّ المراد بميتته ما أُخرج منه حيًّا بالنظر إلى أنّه لا يُذبح؛ لأنّ الذبح إنّما يكون لسفح الدم وليس للسّمك دم يسفح وقيل: ليس له دم حقيقة ويدلّ عليه ما روي عن جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام قال: «إِنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِدَمِ مَا لَمْ يُذَكَّ يَكُونُ فِي الثَّوْبِ فَيُصَلِّي فِيهِ الرَّجُلُ يَعْنِي دَمَ السَّمَكِ»[٤] أو لعلّ المراد ما مات في الماء بتسبيب الصائد؛ لأنّه داخل في الصيد وقد قال اللّه تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ﴾[٥] ويدلّ عليه ما روي عن أبي جعفر عليه السلام بسند صحيح: «فِي الرَّجُلِ يَنْصِبُ شَبَكَةً فِي الْمَاءِ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِهِ وَيَتْرُكُهَا مَنْصُوبَةً وَيَأْتِيهَا بَعْدَ ذَلِكَ وَقَدْ وَقَعَ فِيهَا سَمَكٌ فَيَمُتْنَ فَقَالَ: مَا عَمِلَتْ يَدُهُ فَلَا بَأْسَ بِأَكْلِ مَا وَقَعَ فِيهَا»[٦] وما روي عن جعفر بن محمّد عليه السلام بسند صحيح: «سَأَلْتُهُ عَنِ الْحَظِيرَةِ مِنَ الْقَصَبِ تُجْعَلُ فِي الْمَاءِ لِلْحِيتَانِ تَدْخُلُ فِيهَا الْحِيتَانُ فَيَمُوتُ بَعْضُهَا فِيهَا فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ إِنَّ تِلْكَ الْحَظِيرَةَ إِنَّمَا جُعِلَتْ لِيُصَادَ بِهَا»[٧]. فهل يشترط في ذكاة السمك التسمية؟ قيل: لا والأظهر نعم؛ لعموم قول اللّه تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ﴾[٨] ولا يختصّ بما يُذبح؛ لقوله تعالى في الصيد: ﴿وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾[٩] ولو نسي التسمية أو جهلها لم يحرم إذا كان مسلمًا أو كتابيًّا؛ لقول اللّه تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾[١٠] وقوله تعالى: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾[١١]، وعليه فلا يحلّ أكل ما صاده غير موحّد.