هناك خلاف بين المسلمين في صفات اللّه الذاتيّة مثل العلم والقدرة والحياة؛ فيعتقد بعضهم أنّها عين ذات اللّه، واختلافها عن ذاته وعن بعضها البعض مفهوميّ فقطّ وليس حقيقيًّا، لكنّ بعضهم يعتقدون أنّ صفات اللّه زائدة على ذاته وليست عينها. ما هو رأي العلامة الخراسانيّ في هذا الصدد؟
لا شكّ أنّ صفات اللّه الذاتيّة هي عين ذاته؛ لأنّ ذاته لا يمكن تصوّرها مجرّدة عن صفاته الذاتيّة، وليست مركّبة من الأجزاء المختلفة كخلقه حتّى يكون عالمًا بجزء وقادرًا بجزء آخر، ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ﴾[١]، بل هو حقيقة واحدة كاملة توصف مرّة بالعلم ومرّة بالقدرة، وليست حياته سوى علمه وقدرته. بعبارة أخرى، فإنّ ذاته إذا تعتبر بالنسبة إلى المعلومات تسمّى عالمًا، وإذا تعتبر بالنسبة إلى المقدورات تسمّى قادرًا، وعليه فإنّ علمه هو عين قدرته التي تعلّقت بما يُعلم، وقدرته هي عين علمه الذي تعلّق بما يُفعل، ولذلك فإنّ التغاير ليس فيهما، ولكن فيما تعلّقا به؛ لأنّ تغاير الأشياء يرجع إلى ماهيّاتها، وهي حدود وجودها، وليست لعلم اللّه وقدرته حدود، وعليه فلا يوجد بينهما تغاير، ومن الواضح أنّ تعدّد الأسماء لا يستلزم تعدّد المسمّى، ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[٢].