ما رأي السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني في كون يوم معيّن من الشهر سعدًا أو نحسًا؟ يعتبر البعض شهر صفر شهرًا نحسًا، ويعتقد البعض أنّ هناك سبعة أيّام نحسات في كلّ شهر.
إنّ نحوسة الأزمنة والأمكنة تابعة لنحوسة أهلها، ونحوسة أهلها نتيجة لسوء أعمالهم؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ﴾[١] أي شؤمكم معكم بسبب سوء أعمالكم، ذكره الزجّاج وابن أبي حاتم والسمرقنديّ والواحديّ والسمعانيّ والنسفيّ والبغويّ والثعلبيّ والرازيّ وابن الجوزيّ والزمخشريّ وغيرهم، وهو مرويّ عن ابن عبّاس[٢]. لذلك، كلّ يوم نحس للذين يشقون فيه، وكلّ يوم سعد للذين يسعدون فيه؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال:
«سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ نَحْسِ الْأَيَّامِ وَسَعْدِهَا، فَقَالَ: كُلُّ يَوْمٍ يُعْصَى اللَّهُ فِيهِ فَهُوَ نَحْسٌ، وَكُلُّ يَوْمٍ لَا يُعْصَى اللَّهُ فِيهِ فَهُوَ سَعْدٌ».
وأخبرنا بعض أصحابنا، قال:
«قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: دَعَانِي رَجُلٌ إِلَى عُرْسٍ لِابْنَتِهِ فِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ، فَأَمَرْتُهُ بِالتَّأْخِيرِ إِلَى الْخَمِيسِ أَوِ الْجُمُعَةِ وَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ الْأَرْبِعَاءَ لَيَوْمٌ نَحْسٌ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: بِئْسَ مَا صَنَعْتَ، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ كُلَّ يَوْمٍ يُطَاعُ اللَّهُ فِيهِ فَهُوَ سَعْدٌ؟!»
هذا يعني أنّه ليس هناك يوم سعد في ذاته أو نحس في ذاته، بل السعد والنحس صفتان عارضتان نسبيّتان. نعم، من الممكن أن يكون هناك أيّام مناسبة أو غير مناسبة لبعض الأعمال مثل الحجامة والجماع وغير ذلك بسبب حالات الطبيعة فيها ممّا له تأثير على هذه الأعمال، ولكن ليس ذلك من باب السعد والنحس؛ بغضّ النظر عن عدم ثبوت أكثر ما يقال فيه من وجه معتبر شرعيّ أو عقليّ.