هل وقت الإفطار للصائم هو وقت غروب الشمس أو وقت زوال الحمرة المشرقيّة؟
لا شكّ أنّ وقت الإفطار هو وقت غروب الشمس؛ لأنّه أوّل الليل، وقد قال اللّه تعالى: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾[١]، وعليه فلا وجه لتأخيره إلى زوال الحمرة المشرقيّة ممّا اعتاد عليه الشيعة، بل نسب ذلك أو قريب من ذلك إلى بعض غلاة الشيعة مثل الخطّابيّة؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال: «صَلَّى الْمَنْصُورُ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ سَمِعَ أَذَانًا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟! قُلْنَا: هَذَا أَذَانُ الشِّيعَةِ! لَا يُؤَذِّنُونَ حَتَّى يَرْتَفِعَ اللَّيْلُ! فَقَالَ: غَلَبَ عَلَيْهِمُ الْخَطَّابِيَّةُ»[٢]، وروي عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ»[٣] وفي رواية أخرى: «عَجِّلُوا الْفِطْرَ فَإِنَّ الْيَهُودَ يُؤَخِّرُونَ»[٤] وعن أبي عطيّة قال: «دَخَلْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ عَلَى عَائِشَةَ، فَقُلْنَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلَاةَ، وَالْآخَرُ يُؤَخِّرُ الْإِفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ الصَّلَاةَ، قَالَتْ: أَيُّهُمَا الَّذِي يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: قُلْنَا: عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَتْ: كَذَلِكَ كَانَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ» زاد أبو كُريب: «وَالْآخَرُ أَبُو مُوسَى يَعْنِي الْأَشْعَرِيَّ»[٥].