الإجابات على أسئلتك هي كما يلي:
١ . الراوي للزيارة المعروفة بزيارة عاشوراء «علقمة بن محمّد الحضرميّ»، وهو رجل مجهول الحال. بالإضافة إلى ذلك، فقد رويت عنه هذه الزيارة من طريقين كلاهما ضعيف عند الرّجاليّين؛ إذ في أحدهما، وهو طريق ابن قولويه في كتاب «كامل الزيارات»، رجال مثل «محمّد بن موسى الهمدانيّ» المتّهم بالغلوّ والكذب ووضع الحديث، وفي الطريق الآخر، وهو طريق أبي جعفر الطوسيّ في كتاب «مصباح المتهجّد»، «عقبة بن قيس» المجهول. لذلك، لا تعتبر هذه الزيارة صحيحة الإسناد، على الرغم من أنّ معظم مضامينها لا إشكال فيها من حيث المعنى.
٢ . السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى اعتبر ضرب الأجساد بالأيدي والسلاسل بدعة ومخالفًا للشريعة، ومن هذا يعلم أنّ التطبير حرام من باب أولى. الشيء الوحيد الذي تمّ التحريض عليه في الروايات الصحيحة والمتواترة هو ذكر مصيبة الإمام الحسين والبكاء عليه، وكلّ من يزيد على ذلك شيئًا ليس بمأجور، بل قد يكون آثمًا.
٣ . تلطيخ الجسد بالطين والقشّ هو من أعمال السّفهاء، وليس له أصل في الشريعة.
٤ . قال السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى حول السير في مواكب الحداد: «كَذَلِكَ الضَّرْبُ فِي الْأَرْضِ بِآلَاتِ اللَّهْوِ مَعَ الرَّايَاتِ وَالْأَعْلَامِ الْمُبْتَدَعَةِ، فَكُلُّ ذَلِكَ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ سَبِيلُهَا إِلَى النَّارِ». أراد جنابه بـ«الْأَعْلَامِ الْمُبْتَدَعَةِ» هياكل معدنيّة ثقيلة على شكل صليب، لها من فوقها فروع وأقمشة وتماثيل منصوبة يحملها جهلة القوم. من هذا يعلم أنّ ذلك أيضًا لا يصلح، وليس له أصل في الشريعة.
٥ . قال السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى حول إنشاد الشعر في أهل بيت النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «وَلَا بَأْسَ بِالْبُكَاءِ عَلَى مَصَائِبِهِمْ وَإِنْشَادِ الشِّعْرِ فِيهِمْ إِذَا كَانَ صِدْقًا». لذلك، يجوز إنشاد الشعر في أهل بيت النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ما دام مضمونه صحيحًا، وإذا كان مضمونه كذبًا فهو حرام. بالإضافة إلى ذلك، من الواضح أنّ إنشاد الشعر يجب أن لا يشبه الأغاني المطرّبة والمحرّكة التي يحرم الإستماع لها، بل يجب أن يكون حزينًا ورزينًا وخاليًا من الصّراخ؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾.
٦ . من الممكن أن يحضر المهديّ عليه السلام مجلسًا يتمّ فيه الحداد على الإمام الحسين دون معصية، ولكن ليس من الممكن أن يحضر مجلسًا يجري فيه بدعة أو كذبة؛ لأنّه لا ينبغي له حضور مجلس المعصية إذا لا يتمكّن من النهي عنها؛ كما يحضر السيّد المنصور مجالس الحداد على الإمام الحسين ويتركها إذا رأى فيها بدعة أو كذبة؛ كما أخبرنا بعض أصحابه، قال:
«دَخَلَ الْمَنْصُورُ بَيْتًا فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الشِّيعَةِ يَذْكُرُونَ مَصَائِبَ حُسَيْنٍ وَيَبْكُونَ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ فِيهِمْ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ: أَنَا كَلْبُ حُسَيْنٍ! فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ قَامَ الْمَنْصُورُ وَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا جَاءَهُمْ حُسَيْنٌ لِيَكُونُوا كِلَابًا! أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ؟! ثُمَّ ذَهَبَ حَتَّى دَخَلَ بَيْتًا آخَرَ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الشِّيعَةِ يَذْكُرُونَ مَصَائِبَ حُسَيْنٍ وَيَبْكُونَ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ فِيهِمْ حَتَّى وَضَعُوا ثِيَابَهُمْ وَضَرَبُوا صُدُورَهُمْ فِي صَفٍّ وَاحِدٍ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ قَامَ الْمَنْصُورُ وَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: نُرَافِقُكُمْ فِي السُّنَّةِ وَنُفَارِقُكُمْ فِي الْبِدْعَةِ».
الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني
قسم الإجابة على الأسئلة