سؤالي للسّيّد المنصور الهاشميّ الخراسانيّ هو ما هي المشكلة الرئيسيّة في العالم الإسلاميّ؟ هل لديه خطّة لحلّها؟
يعتقد السيّد المنصور الهاشميّ الخراسانيّ أنّ المشكلة الرئيسيّة في العالم الإسلامي هي عدم حاكميّة اللّه عليه المتجلّي في عدم حاكميّة خليفته عليه؛ لأنّ عدم حاكميّة اللّه على العالم، يتسبّب في عدم معرفة وتطبيق أحكامه، وعدم معرفة وتطبيق أحكامه، يتسبّب في ظهور الفساد في البرّ والبحر؛ كما قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[١]؛ لا سيّما بالنظر إلى أنّ عدم حاكميّة اللّه على العالم يتلازم مع حاكميّة غيره عليه؛ لأنّ العالم مجتمع إنسانيّ، والمجتمع الإنسانيّ يحتاج إلى حاكم، وبسبب حاجته هذه لا يُترك بدون حاكم وبالتالي، إذا لم يحكم اللّه عليه، فسيحكم عليه غيره لا محالة، في حين أنّ حكم غيره عليه سيؤدّي إلى الفساد في الأرض وهلاك الحرث والنسل؛ كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾[٢].
هذه هي الحال اليوم؛ فإنّ الذين يحكمون العالم من دون اللّه، لا يدّخرون أيّ جهد للإفساد فيه، ويتنافسون في الإبادة الجماعية وتدمير الأراضي المعمورة. كم من نساء ورجال أبرياء يحترقون في نار حروبهم، وكم من مدن وقرى معمورة تصبح خِربة بسبب هجومهم! هذه هي النتيجة القسريّة لحاكميّة غير اللّه على العالم؛ لأنّ العالم الذي لا يحكمه اللّه هو وادي إبليس، ولا يوجد فيه سوى الجهل والكفر والفساد والظلم. هذا هو مصير الإنسان الذي خضع لحاكميّة غير اللّه، وكلّ من يخضع لحاكميّة غير اللّه محكوم عليه بالدّمار. هذا هو السبب في أنّه لا تنطفئ نار حروبهم، ولا تنقص ذلّتهم ومسكنتهم؛ لأنّ اللّه لا يحكمهم، وحكومتهم في أيدي الآخرين؛ بل لا تزال تشتدّ حروبهم، وتزداد ذلّتهم ومسكنتهم؛ لأنّ اللّه ليس حاكمهم، وحاكمهم هو الطاغوت؛ كما يقول عبد اللّه المنصور الهاشميّ الخراسانيّ:
«أَنَّى لَهُمْ أَنْ يَرَوُا النَّهَارَ بِدُونِ الشَّمْسِ وَنَبَاتَ الْأَرْضِ بِدُونِ الْمَاءِ؟! بَلْ سَيَطُولُ لَيْلُهُمْ إِلَى الْأَبَدِ وَتَكُونُ أَرْضُهُمْ كَالسَّبْخَةِ؛ لِأَنَّ خَلِيفَةَ اللَّهِ غَيْرُ مُسْتَوْلٍ عَلَيْهِمْ وَأَحْكَامَهُ لَا تَجْرِي بَيْنَهُمْ. فَذَرِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالَّذِينَ يُشْرِكُونَ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ بِقَوْلِي وَيَلْعَبُونَ فِي خَوْضِهِمْ؛ لِأَنَّهُمْ سَوْفَ يَنْدَمُونَ كَالْقَاتِلِ نَفْسَهُ وَيَقِيئُونَ كَالْآكِلِ نَجَاسَةً! حِينَئِذٍ فِي طَلَبِي يَقْتَحِمُونَ الْبِحَارَ وَيَعْبُرُونَ عَقَبَاتِ الْجِبَالِ، بَلْ يَلْتَمِسُونَنِي فِي صُدُوعِ الصُّخُورِ وَيَنْشُدُونَ رُعَاةَ السُّهُولِ، لِأُعِيدَ لَهُمْ قَوْلًا لَا يَسْمَعُونَهُ الْيَوْمَ مِنِّي وَأَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا لَا يَقْبَلُونَهُ الْآنَ مِنِّي!»[٣]
القول الذي لا يسمعونه منه اليوم، هو ما يقول لهم في كتاب «العودة إلى الإسلام»، والطريق الذي لا يقبلونه منه الآن، هو ما يدعوهم إليه من التمهيد لظهور خليفة اللّه المهديّ.