كاتب السؤال: أبو محمّد | تاريخ السؤال: ١٤٤٦/١١/١٣ |
ثبت عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّ المهديّ يكون سنوات حكمه رخاء، وثبت عنه أنّ الدّجّال يكون قبل خروجه ثلاث سنوات قحط وشدّة. فكيف نجمع بين الأمرين؟!
الاجابة على السؤال: ٢١ | تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٤٦/١١/٢٧ |
لم يثبت عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّ الدّجّال يكون قبل خروجه ثلاث سنوات قحط وشدّة؛ لأنّه خبر واحد، رواه شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد، قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، فَذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ سِنِينَ، سَنَةٌ تُمْسِكُ السَّمَاءُ ثُلُثَ قَطْرِهَا، وَالْأَرْضُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا، وَالثَّانِيَةُ تُمْسِكُ السَّمَاءُ ثُلُثَيْ قَطْرِهَا، وَالْأَرْضُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا، وَالثَّالِثَةُ تُمْسِكُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا كُلَّهُ، وَالْأَرْضُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ، فَلَا تَبْقَى ذَاتُ ظِلْفٍ، وَلَا ذَاتُ ضِرْسٍ مِنَ الْبَهَائِمِ إِلَّا هَلَكَتْ»[١]، وشهر بن حوشب كثير الأوهام، ولو صحّ لم يكن مخالفًا لحديث الرخاء الذي يكون في حكم المهديّ؛ لأنّه يجوز أن يكون خروج الدّجّال ثلاث سنوات قبل خروج المهديّ، أو قبل حكمه؛ فإنّ حكمه متأخّر عن خروجه بطبيعة الحال، ويجوز أن يكون الرخاء في البلاد التي يحكمها المهديّ، والقحط في غيرها؛ فإنّه لا يحكم البلاد كلّها من أوّل يوم، بل يفتحها بالتدريج واحدًا بعد الآخر، ويؤيّد ذلك قول اللّه تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[٢].