كاتب الشبهة: أبو حسان تاريخ الشبهة: ١٤٤٦/٧/٢٤

لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟!

الاجابة على الشبهة: ٤ تاريخ الاجابة على الشبهة: ١٤٤٦/٧/٢٤

اللّه أعلم متى يُظهر راية الحقّ؛ كما قال: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ[١]، وقد جرت سنّته بإظهارها في زمان غلبة الكفر والجور، لتكون ﴿عُذْرًا أَوْ نُذْرًا[٢]؛ كما قال: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا[٣]، وقال: ﴿وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى[٤]، ولا يزال خير الناس يوجدون بين شرّهم؛ لأنّ الخير والشرّ متلازمان، وكلّما كثر الفساد كثرت الحاجة إلى الإصلاح، ولذلك لا يظهر المهديّ إلّا في زمان سوء، عندما ملئت الأرض ظلمًا، فيملؤها عدلًا، كما تواتر ذلك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم[٥]، وقد روي عن عميرة بنت نفيل، قالت: «سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ يَقُولُ: لَا يَكُونُ الْأَمْرُ الَّذِي تَنْتَظِرُونَهُ حَتَّى يَبْرَأَ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَيَتْفُلَ بَعْضُكُمْ فِي وُجُوهِ بَعْضٍ، وَيَشْهَدَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْكُفْرِ، وَيَلْعَنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَقُلْتُ لَهُ: مَا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ مِنْ خَيْرٍ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: الْخَيْرُ كُلُّهُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، يَقُومُ قَائِمُنَا وَيَدْفَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ»[٦]، وقد جاء الخبر بأنّ الداعي إلى المهديّ أيضًا -وهو المنصور- يظهر في زمان سوء؛ كما روي عن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال: «يَشْمُلُ النَّاسَ مَوْتٌ وَقَتْلٌ، حَتَّى يَلْجَأَ النَّاسُ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الْحَرَمِ، فَيُنَادِي مُنَادٍ صَادِقٌ مِنْ شِدَّةِ الْقِتَالِ: فِيمَ الْقَتْلُ وَالْقِتَالُ؟! صَاحِبُكُمْ فُلَانٌ»[٧]، يعني المهديّ.

↑[١] . الأنعام/ ١٢٤
↑[٢] . المرسلات/ ٦
↑[٣] . الإسراء/ ١٥
↑[٤] . طه/ ١٣٤
↑[٥] . انظر: الجامع لمعمر بن راشد، ج١١، ص٣٧١؛ الفتن لنعيم بن حماد، ج١، ص٣٥٩؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج٧، ص٥١٣؛ مسند أحمد، ج٢، ص١٦٣؛ سنن أبي داود، ج٤، ص١٠٦؛ مسند الحارث، ج٢، ص٧٨٣؛ مسند البزار، ج٨، ص٢٥٦؛ مسند أبي يعلى، ج٢، ص٢٧٤؛ صحيح ابن حبان، ج٦، ص٩٤؛ المعجم الكبير للطبراني، ج٣، ص٥٧؛ معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني، ج٢، ص٥٥٣.
↑[٦] . الغيبة للنعماني، ص٢١٣؛ الغيبة للطوسي، ص٤٣٨
↑[٧] . الغيبة للنعماني، ص٢٧٥