كاتب السؤال: رضا الراضي تاريخ السؤال: ١٤٣٧/٨/٢٣

هل استعمال محاليل الملح والسكر عن طريق الوريد أو أمبولات الفيتامينات بدون وصفة طبيّة يفسد الصيام؟

الاجابة على السؤال: ٨ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٧/٨/٢٩

إنّما يفسد الصوم الجماع والأكل والشرب؛ لقول اللّه تعالى: ﴿فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ[١]، والظاهر أنّ استعمال الأمبولة والمحلول عن طريق الوريد لا يُعتبر أكلًا أو شربًا، ما لم يكن حيلة لتناول ما منعه الصوم من المأكول والمشروب؛ فإن كان حيلة لتناول ذلك، فإنّه بمنزلة الأكل والشرب؛ لقول النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»[٢]، ولأنّ الصائم إذا ارتمس، فدخل جوفه ماء من أنفه أو عينه أو أذنه، فسد صومه[٣]، وهذا يدلّ على فساد الصوم بدخول المأكول والمشروب ولو من مدخل غير معتاد، ولا صوم لمن أدخل بدنه كلّ ما يحتاج إليه من الموادّ الغذائيّة عن طريق الوريد؛ لأنّ المقصود من الصوم التعبّد للّه بالصبر على الجوع والعطش، وهو الذي يستحقّ الأجر؛ فإذا منع الجوع والعطش أو أزالهما متى شاء باستعمال الأمبولة والمحلول، فقد فوّت المقصود من الصوم، بل يُخشى أن يكون من الذين ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ[٤]، أو من ﴿الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا[٥]، وقد روي أنّه «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ»[٦].

↑[١] . البقرة/ ١٨٧
↑[٢] . مسند أحمد، ج١، ص٣٠٣؛ صحيح البخاري، ج١، ص٢٠؛ صحيح مسلم، ج٦، ص٤٨؛ سنن ابن ماجه، ج٢، ص١٤١٣؛ سنن أبي داود، ج٢، ص٢٦٢؛ سنن الترمذي، ج٣، ص٢٨٢؛ سنن النسائي، ج١، ص٥٨
↑[٤] . النّساء/ ١٤٢
↑[٥] . الأعراف/ ٥١
↑[٦] . نسخة الزبير بن عدي، ص٧٤؛ الجامع لمعمر بن راشد، ج١١، ص٤٦٩؛ الصبر والثواب عليه لابن أبي الدنيا، ص٢٤؛ حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني، ج١، ص٧٦؛ شعب الإيمان للبيهقي، ج٧، ص١٢٤