كاتب السؤال: عبد اللّه حسين الشاطر | تاريخ السؤال: ١٤٤٦/١/٢٩ |
هناك من يقول أنّ المهديّ يأتي من المشرق إلى المدينة، ثمّ يخرج منها هاربًا إلى مكّة، وهناك من يقول أنّه يأتي من اليمن إلى المدينة، ثمّ يخرج منها هاربًا إلى مكّة، وهناك من يقول أنّه يأتي من الشام إلى المدينة، ثمّ يخرج منها هاربًا إلى مكّة، وهناك من يقول: لم يرد من أين يأتي إلى المدينة، بل ورد فقطّ أنّه يخرج من المدينة هاربًا إلى مكّة، وهناك يبايَع. فأيّها الصحيح في رأيكم؟
الاجابة على السؤال: ١٩ | تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٤٦/٢/١٠ |
لا نعرف أمرًا كان الإختلاف فيه خيرًا غير هذا؛ لأنّه إذا تبيّن المكان الذي يأتي منه المهديّ إلى المدينة، أقبل عليه أعداؤه ليجدوه ويأخذوه فيه، كما يقبلون على المدينة ليجدوه ويأخذوه فيها من أجل ما تبيّن لهم من وجوده فيها قُبيل ظهوره؛ كما روي عن أمّ سلمة، قالت: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ، فَقُلْتُ: مِمَّ تَسْتَرْجِعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مِنْ أَجْلِ جَيْشٍ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ الْعِرَاقِ فِي طَلَبِ رَجُلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ يَمْنَعُهُ اللَّهُ مِنْهُمْ، فَإِذَا عَلَوُا الْبَيْدَاءَ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ خُسِفَ بِهِمْ، فَلَا يُدْرِكُ أَعْلَاهُمْ أَسْفَلَهَمْ وَلَا أَسْفَلُهُمْ أَعْلَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»[١]، وقد قال اللّه تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾[٢]، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ»[٣]، وقال أيضًا: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ»[٤]، والمهديّ من أئمّة المسلمين بلا خلاف، ومن النصيحة له ترك الخوض فيما يُعرف به شخصه أو مكانه قبل ظهوره بمكّة؛ لأنّه يغري به ويعرّضه للخطر، وقد روي عن آبائه الطّاهرين أنّهم قالوا: «إِنَّ الْمُذِيعَ عَلَيْنَا سِرَّنَا أَشَدُّ عَلَيْنَا مَؤُونَةً مِنْ عَدُوِّنَا»[٥]، وروي عنهم في قول اللّه تعالى: ﴿وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾[٦] أنّهم قالوا: «أَمَا وَاللَّهِ مَا قَتَلُوهُمْ بِالسَّيْفِ، وَلَكِنْ أَذَاعُوا سِرَّهُمْ وَأَفْشَوْا عَلَيْهِمْ، فَقُتِلُوا»[٧]، ولذلك كان شعيب الجبائيّ[٨] يقول: «وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ لَحَدَّثْتُكُمْ بِاسْمِ الْمَهْدِيِّ وَصِفَتِهِ وَمِنْ أَيْنَ يَخْرُجُ، وَلَكِنْ أَجِدُ فِي الْكِتَابِ: مَلْعُونٌ مَنْ أَخْبَرَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ»[٩].