أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ فِي غَنَمٍ قَدْ غَابَ عَنْهَا رَاعِيهَا، أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا وَالْآخَرُ فِي آخِرِهَا، يَمْزُقَانِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، بِأَضَرَّ فِي قَوْمٍ مِنْ عَالِمَيْنِ أَحَدُهُمَا يَتَّبِعُ السُّلْطَانَ، وَالْآخَرُ يَتَّبِعُ السُّوقَ!

شرح القول:

أراد بالسلطان كلّ حاكم من دون خليفة اللّه في الأرض؛ فإنّه طاغوت يُعبد من دون اللّه عزّ وجلّ، وأراد بالسوق عامّة الناس؛ فإنّهم أهل الجهل والتعصّب والأهواء والخرافات، وفي أيديهم الأموال ووسائل الإعلام، وإنّما قال هذا لأنّ كثيرًا من علماء البلاد الإسلاميّة يفتون وفقًا لما يطلب السلطان، أو يطلب العامّة، ليأمنوا من شرّهم، أو يتمتّعوا بدعمهم؛ كما أنّهم لتبرير أفعالهم غير الشرعيّة وترويجها في البلاد الإسلاميّة، يحتاجون إلى التراخيص الشرعيّة، وهؤلاء الخائنون يصدرونها لهم، وبهذه الطريقة يكيّفون دين اللّه على أمانيّهم، بدلًا من تكييف أمانيّهم على دين اللّه! ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ[١]!

↑[١] . البقرة/ ٨٦