يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلَا رِجَالَ! وَيَا أَيُّهَا السِّفْلَةُ الْعَائِشُونَ فِي تَرَفٍ وَدَلَالٍ! أَسْمَاؤُكُمْ أَسْمَاءُ الرِّجَالِ، وَأَخْلَاقُكُمْ أَخْلَاقُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ! هَيْئَاتُكُمْ هَيْئَاتُ الْمُسْلِمِينَ، وَعَادَاتُكُمْ عَادَاتُ الْكَافِرِينَ! تَعْلَمُونَ وَلَا تَعْمَلُونَ، وَتَقْدِرُونَ وَلَا تَنْصُرُونَ! فِي الْقَوْلِ مُزَخْرَفُونَ، وَفِي الْفِعْلِ مُثْقَلُونَ! نِشَاطٌ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا، وَوُهُنٌ فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ! لَوْ كُنْتُمْ سِهَامًا لَكُنْتُمْ سِهَامًا مُنْكَسِرَةً، وَلَوْ كُنْتُمْ سَلَاسِلَ لَكُنْتُمْ سَلَاسِلَ مُنْفَصِلَةً! لَا الْحَقَّ تَلْحَقُونَ، وَلَا الْبَاطِلَ تَعْتَزِلُونَ! سُحُبٌ كِبَارٌ لَا يَمْطُرُونَ، وَبُذُورٌ كِثَارٌ لَا يَنْبُتُونَ! مَا أَنْتُمْ غَيْرَ أَوْغَادٍ أَدْنِيَاءَ، كَأَمْثَالِ الْمُتَسَكِّعِينَ السُّكَارَى؟! الْبَائِسُ مَنِ اعْتَمَدَ عَلَيْكُمْ، وَالسَّعِيدُ مَنْ تَخَلَّصَ مِنْكُمْ!

صَاحِبُكُمْ يُخْبِرُ عَنْ فَعْلَتِكُمْ: عَرَفْتُمُ الْحَقَّ فَخَذَلْتُمُوهُ، فَوَجَدْتُمُ الْكَنْزَ فَطَرَحْتُمُوهُ! فَهَلْ رَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَتَلَهَّيْتُمْ بِهَذَا اللَّعِبِ الْأَدْنَى؟! وَمَا الدُّنْيَا إِلَّا دَارُ الْغُرُورِ، وَمَوْضِعُ الْعُبُورِ. عَمِيَ مَنْ لَمْ يُبْصِرِ الْحَقَّ، وَبَعُدَ مَنِ اعْتَزَلَ الْحَقَّ! ...

أَلَيْسَ فِيكُمْ أَهْلُ وَفَاءٍ، وَلَا يَنْتَهِي مِنْكُمْ هَذَا الْجَفَاءُ؟! مَا دَاؤُكُمْ؟! وَمَا دَوَاؤُكُمْ؟! مِنْ أَيِّ خَمْرٍ سَكِرْتُمْ؟! وَفِي أَيِّ فَخٍّ وَقَعْتُمْ؟! وَيْلٌ لَكُمْ، وَآهٍ مِنْكُمْ! فَقَدْ ضَيَّقْتُمْ صَدْرِي، وَجَرَحْتُمْ قَلْبِي، وَأَغْلَقْتُمْ يَدِي، وَأَنْتُمْ تَضْحَكُونَ!

تَعْسًا لَكُمْ! مَاذَا تُجِيبُونَ حِينَ تُسْأَلُونَ، أَنْ تَجِدُونَنِي مَهْدِيًّا فَلَا تَنْصُرُونَ؟! مَاذَا تَبْتَغُونَ، وَأَيْنَ تَذْهَبُونَ؟! مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ؟! أَأَنْتُمْ نَائِمُونَ؟! أَلَيْسَ لَكُمْ آذَانٌ تَسْمَعُونَ بِهَا، أَمْ أَحْلَامٌ تَفْقَهُونَ بِهَا؟! تَرَوْنَ كِتَابَ اللَّهِ مَهْجُورًا، وَخَلِيفَتَهُ مَقْهُورًا، وَالْأَرْضَ قَدْ مُلِئَتْ جَوْرًا، أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ؟!

لِلَّهِ أَنْتُمْ! كُدُّوا لِلْحَقِّ، وَرُدُّوا الْبَاطِلَ!

لِلَّهِ أَنْتُمْ! أَجِيبُوا دَعْوَتِي، وَادْعُمُوا نَهْضَتِي!

لِلَّهِ أَنْتُمْ! لَا تَهْرَبُوا مِنَ الْحَقِّ، وَلَا تُشَاقُّوا أَهْلَهُ، وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ!

لِلَّهِ أَنْتُمْ! تَهَيَّؤُوا لِلْجِهَادِ، وَاجْتَهِدُوا لِلْمَعَادِ، وَكُفُّوا عَنِ الْعِنَادِ!

لِلَّهِ أَنْتُمْ! انْصُرُوا دِينَ اللَّهِ، وَاحْفَظُوا خَلِيفَتَهُ!

لِلَّهِ أَنْتُمْ! احْتَمُوا لِلَّهِ، وَثُورُوا عَلَى أَعْدَائِهِ!

لِلَّهِ أَنْتُمْ! تَزَكُّوا، أَوْ مُوتُوا!

لِلَّهِ أَنْتُمْ! اخْضَعُوا لِلْمَوْتِ، وَلَا تَخْضَعُوا لِلْعَارِ!

لِلَّهِ أَنْتُمْ! جَاهِدُوا بِأَنْفُسِكُمْ فِي الْحَقِّ، لِتَسُودُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ!

مَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُنِي؟

شرح الرسالة:

من أراد نصر هذا المجدّد للدّين الخالص والممهّد لخليفة اللّه المهديّ ابتغاء مرضات اللّه، فليملأ استمارة العضويّة الفعّالة في هذا الموقع، ثمّ ليتّصل بسائر أنصاره المؤمنين، ليرشدوه إلى واجبه، ويشركوه في أعمالهم الصالحة إن شاء اللّه.