١ . أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: إِنَّ الْمَهْدِيَّ إِذَا جَاءَ لَا يَدَعُ أَحَدًا حَتَّى يَسْتَعْمِلَهُ فِيمَا هُوَ أَهْلُهُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَجُلٍ نَائِمٍ فِي بَيْتِهِ، لَا شَأْنَ لَهُ عِنْدَ النَّاسِ، وَلَا يَعْبَئُونَ بِهِ، فَيَأْتِيهِ آتٍ، وَيَقُولُ لَهُ: «يَدْعُوكَ الْإِمَامُ»، فَيَتَعَجَّبُ الرَّجُلُ وَيَقُولُ: لَعَلَّهُ شُبِّهَ عَلَيْكَ! فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ: «قَدْ أَمَّرْتُكَ عَلَى بَلَدِ كَذَا»!

٢ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: كَأَنِّي بِرَاعٍ فِي جَبَلٍ، يَرْعَى غَنَمَهُ، فَيَأْتِيهِ رَسُولٌ يَدْعُوهُ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَلَمَّا حَضَرَهُ قَالَ لَهُ: «قَدْ أَمَّرْتُكَ عَلَى بَنِي فُلَانٍ»! فَسَكَتَ هُنَيْئَةً، ثُمَّ قَالَ: وَكَأَنِّي بِأَمِيرِ قَوْمٍ، قَدِ اتَّكَأَ عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَيَأْتِيهِ رَسُولٌ يَدْعُوهُ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَلَمَّا حَضَرَهُ قَالَ لَهُ: «ارْعَ غَنَمَ بَنِي فُلَانٍ»!

شرح القول:

هذا هو «العدل» الذي سيقيمه المهديّ في الدّنيا، ولا شكّ أنّ الدّنيا ستصلح إذا كان كلّ إنسان فيها في موضعه الذي يناسبه ويستحقّه. لمعرفة المزيد عن هذا، راجع كتاب «هندسة العدل؛ حكاية لحوار مع المنصور الهاشميّ الخراسانيّ».