١ . أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنِ الْمَهْدِيِّ، فَقَالَ: إِنَّمَا يُقَالُ لَهُ الْمَهْدِيُّ لِأَنَّ اللَّهَ يَهْدِيهِ لِلْحَقِّ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَيَهْدِيهِ إِلَى أَمْرٍ خَفِيٍّ.

٢ . أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَتْلَانِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: لِمَاذَا سُمِّيَ الْمَهْدِيُّ مَهْدِيًّا؟ قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ يَهْدِيهِ إِلَى شَيْءٍ لَمْ يَهْدِ إِلَيْهِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، وَإِنْ يَكُنِ الْحَقُّ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ، فَيَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ، يَهْدِيهِ اللَّهُ إِلَيْهِ، إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ.

٣ . أَخْبَرَنَا وَلِيدُ بْنُ مَحْمُودٍ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَهْدِيًّا، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُ قَالَ: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ[١]، وَقَالَ: ﴿كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ[٢]؟ وَإِنَّمَا يُقَالُ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ الْمَهْدِيُّ لِأَنَّهُ يُهْدَى إِلَى مَا لَمْ يُهْدَ إِلَيْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ، قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: إِنَّهُ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا.

٤ . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ الْمَنْصُورِ الْمَهْدِيُّ، فَقُلْتُ: لِمَاذَا يُقَالُ لَهُ الْمَهْدِيُّ؟ قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ يَهْدِيهِ إِلَى مَا يُحِبُّ وَيَرْضَى، ثُمَّ قَرَأَ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ[٣]، قُلْتُ: أَلَيْسَ اللَّهُ يَهْدِي كُلَّ مُؤْمِنٍ؟! قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهُ يُبَاشِرُ هِدَايَةَ الْمَهْدِيِّ وَيُتِمُّهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْمَهْدِيَّ إِذَا خَرَجَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ[٤].

٥ . أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْقَيُّومِ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: لِمَاذَا يُقَالُ لِلْمَهْدِيِّ مَهْدِيٌّ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ يَظْهَرُ فِي الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ ضَالُّونَ.

↑[١] . الأنعام/ ٩٠
↑[٢] . الأنعام/ ٨٤
↑[٣] . آل عمران/ ٧٣
↑[٤] . الشعراء/ ٦٢