كاتب السؤال: أبو بكر الطوسي تاريخ السؤال: ١٤٤١/٧/١٣

كيف يمكن إثبات قضيّة الإمام المهديّ قرآنيًّا؟

الاجابة على السؤال: ١٥ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٤١/٧/١٩

إنّ دأب القرآن هو تبيين الأصول والقواعد؛ لأنّه بمثابة الدستور في الإصطلاح المعاصر وقد فوّض تبيين الفروع والتفاصيل إلى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ كما قال: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[١]، ولذلك أمر بالصلاة ولم يبيّن عدد ركعاتها وترتيب أعمالها حتّى بيّنهما النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، ثمّ أمر بالزكاة ولم يبيّن متعلّقاتها ونُصُبها حتّى بيّنهما النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، ثمّ أمر بالحجّ ولم يبيّن كثيرًا من تفاصيله حتّى بيّنها النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، ثمّ أمر بطاعة أولي الأمر ولم يبيّن من هم حتّى بيّن ذلك النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، ثمّ قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ[٢]، وقال: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا[٣]، وقال: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ[٤]، ولم يبيّن من هم حتّى بيّن ذلك النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فقال: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا يَوْمٌ لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا»[٥]، وقال: «يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَخُلُقُهُ خُلُقِي، يَمْلَأُهَا عَدْلًا وَقِسْطًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا»[٦]، وقال: «يَخْرُجُ فِي آخِرِ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ، يَسْقِيهِ اللَّهُ الْغَيْثَ، وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا، وَيُعْطِي الْمَالَ صِحَاحًا، وَتَكْثُرُ الْمَاشِيَةُ، وَتَعْظُمُ الْأُمَّةُ»[٧]، وقال: «أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي، عَلَى اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ، وَزَلَازِلَ، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، وَيَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الْأَرْضِ، وَيَمْلَأُ اللَّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ غِنًى، فَلَا يَحْتَاجُ أَحَدٌ إِلَى أَحَدٍ، فَيُنَادِي مُنَادٍ: مَنْ لَهُ فِي الْمَالِ حَاجَةٌ؟ قَالَ: فَيَقُومُ رَجُلٌ، فَيَقُولُ: أَنَا، فَيُقَالُ لَهُ: إِيتِ السَّادِنَ يَعْنِي الْخَازِنَ، فَقُلْ لَهُ: قَالَ لَكَ الْمَهْدِيُّ: أَعْطِنِي، قَالَ: فَيَأْتِي السَّادِنَ فَيَقُولُ لَهُ، فَيُقَالُ لَهُ: احْتَثِي، فَيَحْتَثِي، فَإِذَا أَحْرَزَهُ قَالَ: كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ نَفْسًا أَوَ عَجَزَ عَنِّي مَا وَسِعَهُمْ؟! فَيَنْدَمُ، فَيَأْتِي بِهِ السَّادِنَ، فَيَقُولُ لَهُ: لَا نَقْبَلُ شَيْئًا أَعْطَيْنَاهُ»[٨]، وهذه أخبار متواترة روى مضامينها أكثر من أربعين صحابيًّا منهم عبد اللّه بن مسعود وطلحة بن عبيد اللّه وعبد الرحمن بن عوف وعبد اللّه بن عباس وعبد اللّه بن عمر وجابر بن عبد اللّه وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر وأنس بن مالك وعمران بن حصين وعوف بن مالك وأبو أيّوب الأنصاري وأبو سعيد الخدري وسلمان الفارسي وجابر الصدفي وأبو هريرة وأبو أمامة وثوبان وأمّ سلمة وعائشة وصرّح بصحّتها وتواترها كثير من أئمّة الحديث منهم الترمذي والآبري والحاكم والبيهقي والبغوي وابن الأثير والقرطبي والمزّي والذّهبي والهيثمي والسّخاوي والسّيوطي وابن حجر والكتاني والألباني ولذلك لا يشكّ في صدورها عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلا من انسلخ عن العلم وارتطم في الوهم والوسوسة.

بناء على هذا، فإنّ كلّ مسلم يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويحجّ البيت ويطيع أهل البيت على النحو الذي بيّنه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في الأخبار المتواترة، فلا بدّ له من أن يؤمن بظهور المهديّ وحكومته وملئه الأرض عدلًا وقسطًا كما ملئت ظلمًا وجورًا؛ لأنّ المخبر عن ذلك هو المخبر عن عدد ركعات الصلاة وترتيب أعمالها ومتعلّقات الزكاة ونُصُبها وتفاصيل الحجّ ومصاديق أولي الأمر. فإن لم يؤمن، كان من الذين عاتبهم اللّه تعالى فقال: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ[٩]، إلا أن يكون من الذين لا يقيمون الصلاة ولا يؤتون الزكاة ولا يحجّون البيت ولا يطيعون أهل البيت على النحو الذي بيّنه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في الأخبار المتواترة؛ كالفرقة القرآنيّة التي تنكر حجّيّة سنّة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وتستحلّ معصيته، خلافًا للقرآن الذي يناديهم: ﴿أَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[١٠]، ويناديهم: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[١١]، ويناديهم: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[١٢]. فإن كان من هؤلاء فلا نتوقّع منه أن يؤمن بظهور المهديّ وحكومته وملئه الأرض عدلًا وقسطًا كما ملئت ظلمًا وجورًا، بل لا نكلّمه في ذلك بكلمة؛ لأنّه عندنا منافق لا يرجع إلى خير أبدًا؛ كما أخبرنا بذلك المنصور حفظه اللّه تعالى حيث قال:

إِذَا حَدَّثْتَ الرَّجُلَ بِسُنَّةٍ مُتَوَاتِرَةٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَكَ: دَعْنَا مِنْ هَذِهِ وَآتِنَا آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُنَافِقٌ لَا يَرْجِعُ إِلَى خَيْرٍ أَبَدًا.[١٣]

وليس هذا رأي رآه ولكنّه ما استنبطه من القرآن إذ فضح المنافقين فقال: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا[١٤]، فجعل أمارة نفاقهم صدّهم عن الرسول وقولهم بكفاية ما أنزل اللّه يعني القرآن؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال:

سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا، قَالَ: إِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَإِلَى سُنَّةِ الرَّسُولِ، رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سُنَّةِ الرَّسُولِ صُدُودًا، يَقُولُونَ: حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ.[١٥]

ثمّ نبّه على كفرهم باللّه واليوم الآخر في آية أخرى فقال: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا[١٦]؛ حيث أنّ مفهومها أنّ من ليس له في رسول اللّه أسوة حسنة فليس ممّن ﴿كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ولا شكّ أنّ من كان هكذا ليس بمسلم ويزيد ذلك بيانًا ما أخبرنا به بعض أصحابنا، قال:

قُلْتُ لِلْمَنْصُورِ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: مَا بَالُ صَاحِبِكُمْ يَدْعُو إِلَى رَجُلٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ اسْمُهُ؟! فَغَضِبَ فَقَالَ: كَذَبَ النَّوْكَى! أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ قَالَ لَهُمْ فِي كِتَابِهِ: ﴿أَقِيمُوا الصَّلَاةَ[١٧] وَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ: اثْنَيْنِ وَلَا أَرْبَعًا وَلَا ثَلَاثًا حَتَّى بَيَّنَ لَهُمْ رَسُولُهُ، وَقَالَ لَهُمْ فِي كِتَابِهِ: ﴿وَآتُوا الزَّكَاةَ[١٨] وَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ: فِي مِائَتَيْنِ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ حَتَّى بَيَّنَ لَهُمْ رَسُولُهُ، وَقَالَ لَهُمْ فِي كِتَابِهِ: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ[١٩] وَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ: بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعًا حَتَّى بَيَّنَ لَهُمْ رَسُولُهُ؟! فَكَذَلِكَ قَالَ لَهُمْ فِي كِتَابِهِ: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا[٢٠] وَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ: بِإِمَامٍ عَادِلٍ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ يُقَالُ لَهُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى بَيَّنَ لَهُمْ رَسُولُهُ! ثُمَّ قَالَ: مَنِ اسْتَغْنَى بِكِتَابِ اللَّهِ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِهِ فَقَدْ فَرَّقَ بَيْنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ فَرَّقَ بَيْنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهُوَ كَافِرٌ حَقًّا، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ۝ أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا[٢١]! قُلْتُ: وَمَا يُرِيدُونَ بِقَوْلِهِمْ: ﴿نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ؟! قَالَ: يُؤْمِنُونَ بِمَا جَاءَهُمْ عَنِ اللَّهِ وَيَكْفُرُونَ بِمَا جَاءَهُمْ عَنْ رُسُلِهِ.[٢٢]

↑[١] . النّحل/ ٤٤
↑[٢] . المائدة/ ٥٤
↑[٣] . النّور/ ٥٥
↑[٤] . الأنبياء/ ١٠٥
↑[٥] . مصنف ابن أبي شيبة، ج٨، ص٦٧٩؛ سنن أبي داود، ج٤، ص١٠٧
↑[٦] . صحيح ابن حبان، ج١٥، ص٢٣٨؛ المعجم الكبير للطبراني، ج١٠، ص١٣٧
↑[٧] . المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج٤، ص٥٥٨
↑[٨] . مسند أحمد، ج٣، ص٣٧
↑[٩] . البقرة/ ٨٥
↑[١٠] . النّور/ ٥٦
↑[١١] . الحشر/ ٧
↑[١٢] . النّور/ ٦٣
↑[١٣] . القول ٣٩، الفقرة ٦
↑[١٤] . النّساء/ ٦١
↑[١٥] . القول ٣٩، الفقرة ٧
↑[١٦] . الأحزاب/ ٢١
↑[١٧] . البقرة/ ١١٠
↑[١٨] . البقرة/ ١١٠
↑[١٩] . آل عمران/ ٩٧
↑[٢٠] . النّور/ ٥٥
↑[٢١] . النّساء/ ١٥٠-١٥١
↑[٢٢] . راجع: القول ٣٩ من أقواله الطيّبة.