كاتب السؤال: أبو هادي المالكي تاريخ السؤال: ١٤٤١/٥/١٢

ماذا يعتبر أن يكون في لباس المصلّي ومكانه؟ جزاكم اللّه خيرًا.

الاجابة على السؤال: ٦ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٤١/٥/١٩

يعتبر في مكان المصلّي طهارته؛ لقول اللّه تعالى: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ[١] وإباحة التصرّف فيه؛ لأنّ العدوان معصية والطاعة لا تتحقّق بالمعصية؛ كما يدلّ عليه قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ[٢] وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ[٣] وروي كراهة الصلاة في الماء والطين والثلج والسّبخة والحمّام والقبور ومسانّ الطرق وبيوت المجوس وقرى النمل ومعاطن الإبل والبيداء وذات الصّلاصل ووادي الشّقرة ووادي ضجنان ويعتبر في لباس المصلّي مضافًا إلى طهارته وإباحة التصرّف فيه، كونه ساترًا للعورة؛ لقول اللّه تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ[٤] وأقلّ الزينة ما يستر العورة ويعتبر كونه غير منسوج من الذهب والحرير المحض إذا كان المصلّي فيه ذكرًا؛ لأنّ لبسه لا يخلو من الفخر والإختيال وقد قال اللّه تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ[٥] وأنّه تشبّه بالمستكبرين وهو حرام لقول اللّه تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ۚ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[٦]؛ كما روي أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ»[٧] وكسا عليًّا حلّة سيراء فخرج فيها، فرأى الغضب في وجهه، فشقّها بين نسائه[٨] وكسا أسامة بن زيد حلّة حرير فخرج فيها فقال: «مَهْلًا يَا أُسَامَةُ، إِنَّمَا يَلْبَسُهَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فَاقْسِمْهَا بَيْنَ نِسَائِكَ»[٩] وأرسل إلى عمر بحلّة حرير أو سيراء فرآها عليه، فقال: «إِنِّي لَمْ أُرْسِلْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا، إِنَّمَا يَلْبَسُهَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ، إِنَّمَا بَعَثْتُ إِلَيْكَ لِتَسْتَمْتِعَ بِهَا يَعْنِي تَبِيعَهَا»[١٠] وأخذ حريرًا بشماله وذهبًا بيمينه، ثم رفع بهما يديه فقال: «إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي حِلٌّ لِإِنَاثِهِمْ»[١١].

↑[١] . المدّثّر/ ٥
↑[٢] . المائدة/ ٢٧
↑[٣] . يونس/ ٨١
↑[٤] . الأعراف/ ٣١
↑[٥] . لقمان/ ١٨
↑[٦] . الحشر/ ١٩
↑[٧] . مسند أحمد، ج٥، ص٣٩٨؛ صحيح البخاري، ج٧، ص٤٤؛ سنن ابن ماجه، ج٢، ص١١٨٧؛ سنن أبي داود، ج٢، ص١٩٣؛ سنن الترمذي، ج٣، ص١٩٩
↑[٨] . مسند أحمد، ج١، ص٩٧؛ صحيح البخاري، ج٧، ص٤٦؛ صحيح مسلم، ج٦، ص١٤٢
↑[٩] . الكافي للكليني، ج٦، ص٤٥٣
↑[١٠] . صحيح البخاري، ج٣، ص١٦؛ صحيح مسلم، ج٦، ص١٣٩
↑[١١] . مسند أحمد، ج١، ص١١٥؛ سنن ابن ماجه، ج٢، ص١١٨٩؛ سنن أبي داود، ج٢، ص٢٦٠؛ سنن الترمذي، ج٣، ص١٣٢؛ سنن النسائي، ج٨، ص١٦٠