كاتب السؤال: كريم النجفي تاريخ السؤال: ١٤٤١/٤/٢٦

كيف يمسح الرأس إذا كان فيه شعر كثيف أو طويل؟ هل يجب أن يصل الماء إلى البشرة؟ وإذا كان الشعر طويلًا وتمّ تسريحه إلى الوراء، هل يجب أن نرجعه إلى حالته الطبيعية ومن ثمّ نمسحه؟

الاجابة على السؤال: ٢ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٤١/٥/٢

إنّ اللّه تعالى أمر بمسح الرؤوس وهو يعلم أنّ فيها شعرًا كثيفًا في كثير من الأحيان ولا تصل نداوة الأيدي إلى بشرتها غالبًا وأنّ شعرها لا يستقرّ على حالة ومع ذلك لم يأمر بتخليل شعرها ولا تغيير حالته وهذا يدلّ على عدم وجوبهما عنده وهو الأصل. بالإضافة إلى أنّ شعر الرأس منه؛ لقول اللّه تعالى: ﴿وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ[١]؛ إذ الظاهر أنّ موسى عليه السلام أخذ بشعر مقدّم رأس أخيه يجرّه إليه؛ كما في قول اللّه تعالى: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ[٢] وقوله تعالى: ﴿كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ[٣] والناصية شعر مقدّم الرأس إذا طال وهو ما يتيسّر أخذه وسفعه من مقدّم الرأس وكذلك قول اللّه تعالى: ﴿مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ[٤]؛ إذ المراد تحليق شعرها وقوله تعالى حكاية عن زكريّا عليه السلام: ﴿وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا[٥]؛ إذ المراد بياض شعر رأسه، وعليه فإنّ من مسح شعر رأسه فقد مسح رأسه وأطاع قول ربّه: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ[٦] ويؤيّد ذلك ما روي عن زرارة بن أعين بسند صحيح قال: «قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَرَأَيْتَ مَا أَحَاطَ بِهِ الشَّعْرُ؟ فَقَالَ: كُلُّ مَا أَحَاطَ بِهِ الشَّعْرُ فَلَيْسَ لِلْعِبَادِ أَنْ يَطْلُبُوهُ وَلَا يَبْحَثُوا عَنْهُ وَلَكِنْ يُجْرَى عَلَيْهِ الْمَاءُ»[٧].

↑[١] . الأعراف/ ١٥٠
↑[٢] . الرّحمن/ ٤١
↑[٣] . العلق/ ١٥
↑[٤] . الفتح/ ٢٧
↑[٥] . مريم/ ٤
↑[٦] . المائدة/ ٦
↑[٧] . من لا يحضره الفقيه لابن بابويه، ج١، ص٤٤؛ تهذيب الأحكام للطوسي، ج١، ص٣٦٤