كاتب السؤال: كرار عياش تاريخ السؤال: ١٤٤١/٣/٢٧

هل يجوز قتل النملة إذا كانت في البيت؟

الاجابة على السؤال: ١ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٤١/٤/٢

لا يصلح قتل النملة إذا لم تؤذ وهذا ما يستفاد من قول اللّه تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ[١] وقد روي بسند صحيح عن ابن عبّاس: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ النَّمْلَةِ»[٢] وله شاهد من حديث رباح بن الربيع التميمي وسهل بن سعد الساعدي وروي عن عليّ عليه السلام أنّه قال: «وَاللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ»[٣] ولا شكّ أنّ قتلها أكبر من سلب رزقها.

نعم، لا بأس بقتلها إذا آذت؛ لأنّه دفاع وقد روي بسند صحيح عن مسعدة بن زياد قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول وسئل عن قتل الحيّات والنمل في الدور إذا آذين، قال: «لَا بَأْسَ بِقَتْلِهِنَّ وَإِحْرَاقِهِنَّ إِذَا آذَيْنَ»[٤] وروي بسند صحيح عن عليّ بن جعفر قال: «سَأَلْتُهُ -يَعْنِي أَخَاهُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ- عَنْ قَتْلِ النَّمْلَةِ، أَيَصْلُحُ؟ قَالَ: لَا تَقْتُلْهَا إِلَّا أَنْ تُؤْذِيَكَ»[٥]، وعلى هذا ينبغي الإكتفاء بقدر الضرورة؛ كما روي بسند صحيح عن أبي هريرة عن النبيّ صلى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال: «نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِجِهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً»[٦] وفي رواية أخرى: «قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ تُسَبِّحُ»[٧] وكره مالك قتل النمل إلا أن يضرّ ولا يقدر على دفعه إلا بالقتل[٨] وروي أنّ الأحنف بن قيس رأى مولاة له تقتل نملة فقال: لا تقتليها، ثم دعا بكساء فجلس عليه، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: إني أحرّج عليكنّ لما خرجتنّ من داري، فإني أكره أن تُقتلن في داري، فخرجن فلم يبق شيء منهنّ بعد ذلك اليوم ولا واحدة. قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل: رأيت أبي يفعل مثل ذلك، فرأيت النمل قد خرجن بعد ذلك نمل كبار سود ولم أرهنّ بعد ذلك[٩] وروي أنّ عدي بن حاتم الطائي كان يفتّ الخبز للنمل ويقول: إنهنّ جارات ولهنّ حقّ[١٠] وكان عدي بن حاتم والأحنف بن قيس من أصحاب عليّ عليه السلام.

↑[١] . النّمل/ ١٨
↑[٢] . مسند عبد اللّه بن المبارك، ص٩٢
↑[٣] . الأمالي لابن بابويه، ص٧٢٢؛ ربيع الأبرار للزمخشري، ج٣، ص٣١٩؛ التذكرة الحمدونية لابن حمدون، ج١، ص٩٧
↑[٤] . قرب الإسناد للحميري، ص٨٣
↑[٥] . مسائل علي بن جعفر، ص١٥٧
↑[٦] . صحيح البخاري، ج٤، ص١٠٠؛ صحيح مسلم، ج٧، ص٤٣
↑[٧] . صحيح البخاري، ج٤، ص٢٢؛ صحيح مسلم، ج٧، ص٤٣
↑[٨] . تفسير القرطبي، ج١٣، ص١٧٤
↑[٩] . بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم، ج٣، ص١٣٠٦
↑[١٠] . شعب الإيمان للبيهقي، ج٧، ص٤٨٣ و٤٨٤