كاتب السؤال: كريم تاريخ السؤال: ١٤٣٧/٢/١٩

لديّ سؤال أسأله من حضراتكم.

أنا ساكن في إحدى مدن انجلترا وبمقتضى الضرورة لأداء فريضة الظهر والعصر أذهب إلى المسجد القريب من محلّ عملي. مع الأسف الشديد يوجد في هذا المسجد إخوانٌ من السنّة المتعصّبين جدًّا ولديهم مشكلة مع كيفية صلاة رجل شيعي إثني عشري أي إرسال اليدين واستعمال التربة ولذلك تصادموا معي عدّة مرات. سؤالي هو أنّه لو احتمل التصادم الشديد فيما بيننا لحدّ الضرب والجرح، هل يجوز لي أن أصلّي بالقبض ومن دون تربة؟

شكرًا لكم على الوقت الذي تصرفونه للإجابة على سؤالي.

الاجابة على السؤال: ٠ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٧/٢/٢٠

بناء على القول الأصحّ، وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصلاة ليس من السنّة؛ لأنّ معظم الروايات التى وصفت كيفية صلاة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم خالية من ذكره، بل لم يذكر هو في أيّ رواية صحيحة والروايات الواردة حوله ضعيفة أو مرسلة أو موقوفة وهذا هو قول أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وقول عبداللّه بن الزبير وسعيد بن المسيّب وسعيد بن جبير وعطاء وابن جريج وإبراهيم النخعي والحسن البصري ومالك بن أنس وليث بن سعد ومحمد بن سيرين وبعض التابعين والفقهاء الآخرين. لذا، فإنّ الذين يؤذونكم بسبب الإرسال في الصلاة، في الواقع يؤذون كلّ هؤلاء المجموعة من السلف؛ خاصّة بالنّظر إلى أنّ وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصلاة ليس واجبًا في أيّ من المذاهب الإسلامية ومن صلّى من دون ذلك فصلاته صحيحة عند جميع المذاهب الإسلامية. كما أنّه لا خلاف بينهم في أنّ السجود على التراب والحصى سنّة ولذا، فإنّ السجود على الطين المطبوخ الذي يصنعه الشيعة من التراب ويسمّونه «تربة»، لا إشكال فيه ولو أنّ أفضل محلّ للسجود هو التراب والحصى الموجود في مكان الصلاة؛ لأنّه أشبه بسنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.

من هنا يعلم أنّ الذين يؤذونكم، في الحقيقة ليسوا «أهل السنة»؛ لأنهم لا يجهلون سنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فحسب، بل يجهلون حتّى مذاهب أئمّتهم كأبي حنيفة والمالك والشافعي وابن حنبل.

لذلك، فإن أمكن لجنابكم أن تخبروهم أو إمامهم في المسجد بالملاحظات أعلاه، يجب عليكم أن تقوموا بذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يتخلّصوا من الجهالة ولا يزعجوكم مرّة أخرى، لكن إن كان هذا غير ممكن لكم أو فيه خطر كبير عليكم، فيمكنكم الصلاة بينهم بالقبض والسجود على الغبار الجاثي على السجّاد في العادة؛ لأنّ الصلاة بالقبض ليس حرامًا ولا يعدّ مبطلًا للصلاة والسجود على السجّاد باعتبار الغبار الجاثي عليه يجزئ وفي كلّ حال، الأفضل إقامة الصلاة معهم؛ لأنّ صلاة الجماعة تساعد على تأليف قلوب المسلمين وتقلّل من سوء الظنّ فيما بينهم واللّه عليم بذات الصدور.