كاتب السؤال: علي الراضي تاريخ السؤال: ١٤٣٧/٢/٨

ما هو رأي المنصور الهاشمي الخراساني حول المسيرة الأربعينيّة الحسينيّة التي يقوم بها ملايين الشيعة في السنوات الأخيرة؟

الاجابة على السؤال: ٢ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٧/٢/١٠

لا بأس بذهاب الناس جماعيًّا إلى زيارة قبر الحسين بن عليّ في اليوم العشرين من صفر، لكن بشروط ثلاثة:

الأول أن لا يكون فيه خوف الهلاك لانتشار الوباء أو غلبة العدوّ على الطريق؛ لقول اللّه تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ[١].

الثاني أن لا يكون فيه فعل حرام مثل الضرب والجرح للأبدان وسبّ الصحابة والإفتراء على أهل البيت بالمدائح والمراثي والخطب التي فيها غلوّ أو كذب واختلاط الرجال والنساء بحيث لا يمكن توقّي التّماسّ؛ لأنّ كلّ ذلك لغو وزور وفاحشة، وقد قال اللّه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا[٢] وقال: ﴿أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ[٣].

الثالث أن لا يكون فيه إعانة الحكّام الظالمين الذين قد يحاولون استغلاله لمصالحهم السّياسيّة، بأن يتمّ تحت ولايتهم أو يُكثر سواد أتباعهم أو غير ذلك ممّا يعينهم على ظلمهم؛ لقول اللّه تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ[٤] وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[٥].

هذا كلّه يرجع إلى أنّ الذهاب إلى زيارة قبر الحسين بن عليّ مستحبّ، ولكن اجتناب ما ذكرناه واجب، والواجب لا يُترك للمستحبّ.

↑[١] . البقرة/ ١٩٥
↑[٢] . الفرقان/ ٧٢
↑[٣] . النّمل/ ٥٤
↑[٤] . هود/ ١١٣
↑[٥] . المائدة/ ٢
رقم التعليق: ١ كاتب التعليق: فرهاد كلستان تاريخ التعليق: ١٤٣٩/٢/١٨

الرجاء التوضيح عن الأربعين. هل مرّت قافلة السيّدة زينب والإمام زين العابدين على كربلاء في رجوعها من الشام إلى المدينة؟

الاجابة على التعليق: ١ تاريخ الاجابة على التعليق: ١٤٣٩/٢/٢٠

«الأربعين» في اصطلاح الشيعة تطلق على اليوم العشرين من شهر صفر، وهو اليوم الأربعون بعد عاشوراء، يوم استشهداء الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه في كربلاء. من المشهور أنّه في هذا اليوم من سنة ٦١هـ جاء جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ -الصحابيّ العظيم لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم- لزيارة قبور الشهداء وسنّ سنّة زيارتهم في هذا اليوم[١]، وروي أنّه في هذا اليوم جاءت قافلة الناجين من كربلاء لزيارة قبورهم خلال رجوعها من الشام إلى المدينة[٢]، لكنّه غير ثابت ولم يرد منه ذكر في الروايات المشهورة[٣]. بالطبع لم يكن مجيء جابر في هذا اليوم لزيارة قبور الشهداء بسبب أيّ خصوصيّة لهذا اليوم؛ لأنّه لم يثبت في الشرع أيّ خصوصيّة لليوم الأربعين بعد وفاة الشخص، لكنّه صادف هذا اليوم، وبعد ذلك اتّخذه الشيعة سنّة مستوحين من روايات عن أهل البيت[٤]، وازدهر كثيرًا في السنوات الأخيرة.

القدر المسلّم به أنّ زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه حسنة في كلّ يوم بشرط خلوّها من البدعة والمعصية وإعانة الظالمين، واليوم العشرون من شهر صفر ليس مستثنًى من هذه القاعدة.

↑[١] . انظر: مسار الشيعة للمفيد، ص٤٦؛ مصباح المتهجد للطوسي، ص٧٨٧.
↑[٢] . انظر: اللهوف للسيّد بن طاووس، ص١١٤.
↑[٣] . على سبيل المثال، انظر: مقتل الحسين لأبي مخنف، ص٢١٥ و٢١٨؛ تاريخ الطبري، ج٤، ص٣٥٤.
↑[٤] . المزار للمفيد، ص٥٣؛ تهذيب الأحكام للطوسي، ج٣، ص١١٣