كاتب السؤال: علي الراضي تاريخ السؤال: ١٤٣٧/٢/١

ما هو رأي العلامة المنصور الهاشمي الخراساني في الوحي؟ فإنّ الملاحدة لا يعتبرون الوحي سماويًّا، واليهود والنصارى لا يعتبرون القرآن وحيًا، بل يعتقدون أنّه من كلام محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم. كيف يمكن إثبات أنّ القرآن وحي سماويّ دون الإستناد إلى القرآن نفسه؟

الاجابة على السؤال: ٢ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٧/٢/٤

لقد بيّن العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى في مبحث «معرفة النّبيّ الخاتم» من كتابه القيّم «العودة إلى الإسلام»[١]، بعد تبيين تاريخيّة القرآن وتواتره الفريد، أنّ إعجازه دليل على نزوله من عند اللّه، وهو على أربعة أوجه:

الأول «أنّه، على الرّغم من تكامله التدريجيّ خلال ثلاثة وعشرين عامًا واختلاف حالات محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في الأمن والخوف والغنى والفقر والإقامة والهجرة والحرب والسّلم والنصر والهزيمة ممّا يقتضي عادة اختلاف أقوال الإنسان، لا يوجد فيه اختلاف، وله إيقاع واحد وثابت».

الثاني «أنّه في غاية الفصاحة والبلاغة».

الثالث أنّه «يحتوي على أخبار صحيحة عن المستقبل وعلوم خفيّة في وقت التكامل».

الرابع أنّه «ليس له أيّ تعارض مع العقل والأخلاق الفطريّة».

من الواضح أنّه «لا يمكن الجمع بين كلّ هذه الصّفات لشخص غير متّصل مع اللّه»، ولذلك فـ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ[٢]؛ لا سيّما بالنظر إلى أنّه «دعا الجميع لأن يأتوا بكتاب مثله، ولم يستطع أحد حتّى الآن أن يأتي بكتاب مثله» بعد أربعة عشر قرنًا على الرغم من وجود دواعي كثيرة لذلك، في حين أنّ هذه المدّة المديدة كافية للإتيان بكتاب مثله لو كان ممكنًا، والإنصاف أنّه لا يقاس القرآن بأيّ من كتب الشعراء والحكماء والعلماء والواعظين إلّا يفوقه في اللفظ والمعنى، وهذا في حين أنّ من جاء به كان رجلًا أمّيًّا لا يقرأ ولا يكتب، وعليه فإنّ تعسّف السّفهاء الذين لا يؤمنون بالغيب أو يتعصّبون لدين آبائهم، لا ينقص من اعتبار القرآن شيئًا؛ كما قال في أحدهم: ﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ۝ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ۝ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ۝ ثُمَّ نَظَرَ ۝ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ۝ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ۝ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ۝ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ۝ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ[٣].

↑[٢] . السّجدة/ ٢
↑[٣] . المدّثّر/ ١٨-٢٦