كاتب السؤال: هادي هنرجو تاريخ السؤال: ١٤٣٧/١/٢٦

ما رأي السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني في مسجد جمكران ومسجد السهلة؟

الاجابة على السؤال: ٢ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٧/١/٢٨

مسجد السهلة في العراق من المساجد الإسلاميّة القديمة، وروي عن أهل البيت ما يدلّ على فضل الصلاة فيه[١]؛ كما روي عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: «بِالْكُوفَةِ مَسْجِدٌ يُقَالُ لَهُ مَسْجِدُ السَّهْلَةِ، لَوْ أَنَّ عَمِّي زَيْدًا أَتَاهُ فَصَلَّى فِيهِ وَاسْتَجَارَ اللَّهَ لَأَجَارَهُ عِشْرِينَ سَنَةً، وفي رواية أخرى: لَأَجَارَهُ سَنَةً»[٢]، وأمّا مسجد جمكران في قم فمن المساجد المستحدثة، وليس للصلاة فيه فضل خاصّ، بل نسبة بنائه إلى المهديّ استنادًا إلى حكاية غير معتبرة عن رجل مجهول يقال له حسن بن مثلة الجمكراني، بمنزلة الكذب عليه، والكذب عليه يعتبر إثمًا كبيرًا، وقيل أنّ الحكاية كانت مذكورة في كتاب «تاريخ قم» للحسن بن محمّد بن الحسن القمي نقلًا عن كتاب «مؤنس الحزين في معرفة الحقّ واليقين» لمحمّد بن علي بن بابويه، قاله المجلسيّ[٣] والنوريّ[٤]، ولم يُذكر لمحمّد بن علي بن بابويه كتاب بهذا الإسم، ولم يبق كتاب تاريخ قم للحسن بن محمّد، والموجود ترجمته بالفارسيّة للحسن بن علي بن الحسن بن عبد الملك القمي المتوفّى سنة ٨٠٥، ولا توجد فيها تلك الحكاية، ولا يوجد فيها ذكر من مسجد بجمكران، إلا قوله: «يقال أنّ أوّل مسجد بني في هذه المنطقة قبل ورود العرب عليها مسجد قرية جمكران، وقد بناه رجل من المسلمين اسمه خطّاب بن الأسديّ وكان يصلّي فيه وحده»[٥]، ومن الواضح أنّ هذا لا صلة له بتلك الحكاية، وممّا يدلّ على كذب النسبة إلى محمّد بن علي بن بابويه ما روي عن حسن بن مثلة من قوله في صدر الحكاية: «كنت ليلة الثلاثا السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ٣٩٣ نائمًا في بيتي، فلمّا مضى نصف من الليل فإذا بجماعة من النّاس على باب بيتي، فأيقظوني وقالوا: قم وأجب الإمام المهدي صاحب الزمان، فإنّه يدعوك»؛ لأنّ محمّد بن علي بن بابويه مات سنة ٣٨١، فليس من الممكن ذكره لهذه الحكاية!

↑[١] . انظر: قرب الإسناد للحميري، ص١٥٩؛ الكافي للكليني، ج٣، ص٤٩٤؛ كامل الزيارات لابن قولويه، ص٧٠؛ من لا يحضره الفقيه لابن بابويه، ج١، ص٢٣٢؛ تهذيب الأحكام للطوسي، ج٣، ص٢٥٢.
↑[٢] . الكافي للكليني، ج٣، ص٤٩٥؛ كامل الزيارات لابن قولويه، ص٧٥؛ من لا يحضره الفقيه لابن بابويه، ج١، ص٢٣٢؛ تهذيب الأحكام للطوسي، ج٣، ص٢٥٢
↑[٣] . بحار الأنوار للمجلسي، ج٥٣، ص٢٣٠
↑[٤] . مستدرك الوسائل للنوري، ج٣، ص٤٣٢
↑[٥] . ترجمة تاريخ قم بالفارسيّة، ص٣٨