كاتب السؤال: علي الراضي تاريخ السؤال: ١٤٣٧/١/٢٤

هل يجب دفع الخمس في غيبة الإمام المهديّ عليه السّلام؟ كيف نسلّم الخمس إلى الإمام المهديّ عليه السّلام؟

الاجابة على السؤال: ٠ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٧/١/٢٨

نصف الخمس لليتامى والمساكين وأبناء السبيل الهاشميّين، ولذلك لا بأس بدفعه لهم، لكنّ النصف الآخر من الخمس للمهديّ ولا بدّ من دفعه له[١]، وبالتالي فإنّ من لا يدفعه له فهو آثم وإن كان في غيبته؛ لأنّ غيبته نتيجة مباشرة الناس وتسبيبهم لما يخوّفه على نفسه، ولذلك لا يعتبر عذرًا لهم في عدم دفع الخمس له؛ إلا الذين قد قاموا بالتمهيد لظهوره؛ لأنّهم ليسوا مقصّرين في عدم دفع الخمس له، وإليهم تنصرف الروايات الواردة عن أهل البيت في تحليل شيعتهم من الخمس؛ كما روي عن عليّ عليه السلام أنّه قال: «هَلَكَ النَّاسُ فِي بُطُونِهِمْ وَفُرُوجِهِمْ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يُؤَدُّوا إِلَيْنَا حَقَّنَا، أَلَا وَإِنَّ شِيعَتَنَا مِنْ ذَلِكَ وَآبَاءَهُمْ فِي حِلٍّ»[٢] وروي عن أبي جعفر أو جعفر عليهما السلام أنّه قال: «إِنَّ أَشَدَّ مَا فِيهِ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَقُومَ صَاحِبُ الْخُمُسِ فَيَقُولَ: يَا رَبِّ خُمُسِي! وَقَدْ طَيَّبْنَا ذَلِكَ لِشِيعَتِنَا لِتَطِيبَ وِلَادَتُهُمْ وَلِيَزْكُوَ أَوْلَادُهُمْ»[٣] وروي عن جعفر عليه السلام أنّه قال: «النَّاسُ كُلُّهُمْ يَعِيشُونَ فِي فَضْلِ مَظْلِمَتِنَا، إِلَّا أَنَّا أَحْلَلْنَا شِيعَتَنَا مِنْ ذَلِكَ»[٤]، وهم الآن من يلحقون بالممهّد لظهور المهديّ وينصرونه، بل يسلّمون إليه سهم المهديّ من الخمس لينفقه على التمهيد لظهوره؛ نظرًا لأنّهم لو سلّموه إلى المهديّ في هذا الوقت لكان قد أنفقه على التمهيد لظهوره دون أدنى شكّ، ولذلك ليس من المستبعد أن يكون تسليمه إلى غير هذا العالم الممهّد لظهور المهديّ مثل إلقائه في البحر؛ على الرغم من أنّه حفظه اللّه تعالى لا يسأل أحدًا الخمس ولا غير الخمس.

↑[٢] . علل الشرائع لابن بابويه، ج٢، ص٣٧٧؛ تهذيب الأحكام للطوسي، ج٤، ص١٣٧
↑[٣] . الكافي للكليني، ج١، ص٥٤٧؛ من لا يحضره الفقيه لابن بابويه، ج٢، ص٤٣؛ تهذيب الأحكام للطوسي، ج٤، ص١٣٦
↑[٤] . من لا يحضره الفقيه لابن بابويه، ج٢، ص٤٥؛ تهذيب الأحكام للطوسي، ج٤، ص١٣٨