كاتب الشبهة: علي الراضي تاريخ الشبهة: ١٤٣٧/١/٢٤

إنّ سماحة العلامة الخراساني في كتاب «العودة إلى الإسلام» فسّر القلب بمعنى العقل. السؤال أنّه ما الفرق بين الألفاظ القرآنيّة القلب والعقل والفؤاد واللبّ؟ لماذا فسّر القلب بالعقل؟

الاجابة على الشبهة: ٠ تاريخ الاجابة على الشبهة: ١٤٣٧/١/٢٨

الفؤاد، القلب واللبّ كلّ ثلاثة بمعنى العقل؛ لأنّ العقل هو بمعنى القوّة المدركة ولم توضع في جوف أحد قوّتان مدركتان؛ كما قال اللّه: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ[١]، ومن الواضح أنّ تعدّد العنوان لا يستلزم تعدّد المعنون. نعم، من الممكن أن يكون الفؤاد، القلب واللبّ أسماء لمراتب العقل بالنظر إلى مقدار سلامته؛ بحيث أنّ الفؤاد هو الحدّ الأدنى منه والقلب هو الحدّ الأوسط منه واللبّ هو الحدّ الأقصى منه؛ لأنّ اللّه نسب الفؤاد إلى جميع الآدميّين بما فيهم الأبرار والفجّار وقال: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ[٢]، وقال: ﴿وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ[٣]، ونسب القلب إلى جميع الآدميّين بما فيهم الأبرار والفجّار، لكنّه نفى استعماله عن الفجّار وقال: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا[٤]، وقال: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا[٥]، وقال: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا[٦]، ولم ينسب اللبّ إلى جميع الآدميّين، بل نسبه إلى الأبرار فقطّ وقال: ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ[٧]، وقال: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ[٨]. لذلك، فإنّ الفؤاد عقل يملكه جميع الآدميّين ويستفيدون منه والقلب عقل يملكه جميع الآدميّين ولكن لا يستفيدون منه واللبّ عقل لا يملكه جميع الآدميّين، بل يملكه أتباع الحقّ فقطّ وهو سمّي في كتاب اللّه «قلبًا سليمًا»؛ كما قال: ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[٩].

↑[١] . الأحزاب/ ٤
↑[٢] . المؤمنون/ ٧٨
↑[٣] . الأنعام/ ١١٣
↑[٤] . الأعراف/ ١٧٩
↑[٥] . الحجّ/ ٤٦
↑[٦] . محمّد/ ٢٤
↑[٧] . البقرة/ ٢٦٩
↑[٨] . الزّمر/ ١٨
↑[٩] . الشّعراء/ ٨٩