كاتب الشبهة: زهرة. م تاريخ الشبهة: ١٤٣٧/١/١٤

أعانكم اللّه، هل تعتقدون أنّه يمكن أن تُبنى الآمال على ظهور الإمام المهديّ عندما ابتُلي الناس بالإنحراف الفكري لهذه الدرجة، ومن ناحية أنّ العلماء وقادة المجتمع الذين هم نموذج الدّين لدى الناس هم بحيث لا يمكن بسبب الخوف منهم حتى تبيين هذه الحقيقة الواضحة بأنّ الإمام المهديّ إن تمّت حمايته من قِبَل قادة المجتمع الإسلامي والشعب الإسلامي وأن تُحفَظ حياته وأن يمتلك جيشًا وجنودًا، سيظهر بالتأكيد، وليس بمجرّد الدعاء من أجل ظهوره!! هل يمكن أن تبنى الآمال على ظهور الإمام المهديّ في هذه الحالة؟ وما الذي يجب القيام به؟

شكرًا جزيلًا لكم على المعاناة والجهود التي تتحمّلونها في هذه الغربة لوحدكم وبمظلوميةٍ توجهتم لمحاربة الجهل والغفلة. وُفقتم ودمتم في حماية اللّه.

الاجابة على الشبهة: ٠ تاريخ الاجابة على الشبهة: ١٤٣٧/١/١٥

بعد الشكر لمواساتكم أختنا المؤمنة والمثقفة، نذكّركم بأنّ الناس رغم أنّ أكثرهم مصابون بالإنحراف الفكري ويتّبعون العلماء الفاسدين والقادة الضالّين إلا أنّه يوجد فيهم قليلٌ وعاة وأحرار كجنابكِ يلبّون دعوة المنصور الهاشمي الخراساني إلى المهديّ ويرافقونه من أجل التمهيد لظهوره عليه السلام وهذا هو الشيء الذي يديم الآمال في ظهوره؛ لأنّ ظهوره ليس رهين اجتماع كلّ الناس في العالم، بل رهين اجتماع عدّة كافية منهم لهذا العمل والعدّة الكافية منهم لهذا العمل يمكن أن تؤمّن تدريجيًا وبإجابة وإعانة أمثالكم إن شاء اللّه. لذلك، فإنّ الوحيدين الذين يمكنهم أن يبنوا آمالهم على ظهور المهديّ هم أولئك الذين يوفّرون مقدّماته؛ كالزارع الذي يحرث الأرض من أجل حصد المحصول وينثر البذور ويسقي الماء ويزيل الأعشاب الضارة وحينئذ يأمل في حصاده؛ إذ أنّ بغير هذا التمهيد، فالطموح بحصاد المحصول حماقة. لذلك، فمَثَل الذين يحمون الحكام الآخرين ويؤمّنون المال والسلاح والعدد لهم وهم طامحون بظهور المهديّ، كالحمقى الذين يزرعون البذور في أراضي الآخرين ولديهم أمل بحصاد أرضهم! هؤلاء هم اليائسون من رحمة اللّه وهؤلاء هم الخاسرون.

أمّا تصوّركِ هذا أنّ «بسبب الخوف من العلماء وقادة المجتمع لا يمكن تبيين هذه الحقيقة الواضحة»، ليس تصوّرًا صحيحًا؛ إذ تلاحظي أنّ جناب العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى، أظهر هذه الحقيقة بعد قرون من إخفائها على يد العلماء وقادة المجتمع ولم يخشَ من بيانها وبلا شكّ فيه أسوة حسنة لجميع المسلمين الوعاة والأحرار. لا ريب أنّ العلماء الضالّين وقادة المجتمع الجبابرة، بدافع حفظ حكومتهم الشيطانيّة بغياب المهديّ، يهتمّون بالحفاظ على غيابه ويبدون العداوة للممهّد لظهوره، لكنّ الأشخاص الذين يتحلّون بوعي وحرّية كافيتين، يهرعون لإعانة الممهّد لظهوره ولا يسمحون للخوف من العلماء الخونة وقادة المجتمع الجبابرة أن يتخلّل فيهم وهؤلاء هم أنصار المهديّ ولهم الإنتصار الأخير؛ لأنّ اللّه قد أراد ووعد بأن يمنّ عليهم ويجعلهم وارثي الأرض وبلا شكّ هو قادر على هذا العمل؛ بغضّ النظر عن أنّ النصر الحقيقي، ليس إلا رضا اللّه ورضاه، يتحصّل بالعمل بأوامره ولذلك، فإنّ الممهّدين لظهور المهديّ هم حقًا غالبون ولو قُتلوا قبل ظهوره عليه السلام أو ماتوا.