كاتب السؤال: محمّد تاريخ السؤال: ١٤٣٦/٩/٣٠

ما مدى انتماء الإمام المهديّ عليه السلام إلى المذاهب الإسلاميّة؟

الاجابة على السؤال: ٤ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٦/١٠/١

لقد ضلّ الذين جعلوا المهديّ مهديّين: مهديّ الشيعة، ومهديّ السنّة؛ لأنّ المهديّ واحد، وهو رجل من عترة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من ولد فاطمة، يظهر في آخر الزمان، فيملأ الأرض عدلًا وقسطًا كما ملئت ظلمًا وجورًا، ونصرته فريضة على كلّ مسلم، وهذا ما لا خلاف فيه بين الفريقين، وإنّما خلافهما في اسم أبيه ووقت ولادته، أحدهما يعتقد أنّه ابن الحسن، وقد وُلد من قبل، والآخر يعتقد أنّه ابن عبد اللّه، ولا يُدرى هل وُلد أم لا، وهذا اختلاف لا تأثير له في التمهيد لظهوره؛ لأنّ التمهيد لظهوره واجب في كلتي الحالتين، سواء كان اسم أبيه عبد اللّه أو الحسن، وسواء كان وُلد من قبل أو وُلد في وقت لاحق، كما بيّن ذلك السيّد المنصور في كتاب «هندسة العدل»، حيث قال:

إنّ الذين يصرّون على أنّ المهديّ لم يولد ولا يعتبرون لأنفسهم أيّ دور في وجوده وينتظرون أن يحدث بطريق الصدفة، لا يلتفتون إلى أنّ وجود المهديّ ليس أمرًا عرضيًّا وتابعًا لقانون الإحتمالات، بل هو تدبير إلهيّ تابع لسنن اللّه التي لا تتبدّل، وسوف يتحقّق في وقت مناسب، والوقت المناسب لذلك هو الوقت الذي يكون الناس فيه مستعدّين ومستأهلين لحاكميّته وتحقّق العدل المطلق العالميّ، وإلا سيكون وجود المهديّ وعدمه سواء عليهم. ليس هناك أدنى شكّ في أنّ ولادة المهديّ، وإن كانت منوطة بفاعليّة اللّه، إلا أنّها منوطة بقابليّة الناس؛ لأنّه بدون قابليّة الناس، ستكون ولادة المهديّ عبثًا ونقضًا للغرض، ولن تؤدّي إلى حاكميّته وتحقّق العدل المطلق العالميّ؛ نظرًا لأنّه من المؤكّد أنّ وجود المهديّ وحده لا يكفي لتحقّق حاكميّة المهديّ والعدل المطلق العالميّ، وطاعة الناس الكاملة له شرط لذلك أيضًا. بناء على هذا، ما دام الناس لم يستعدّوا للطاعة الكاملة له، لن يكون من الممكن أن يخلقه اللّه، ولو خلقه لن يكون من الممكن أن يظهره للناس؛ لأنّهم ربما سيقتلونه. كما أنّه ليس من الممكن إذا استعدّ الناس للطاعة الكاملة له أن لا يخلقه اللّه أو لا يظهره إن كان قد خلقه؛ لأنّ هذا أيضًا نقض للغرض، بل متعارض مع عدل اللّه، وما اللّه بظلّام للعبيد. من هنا يعلم أنّ الناس هم مسؤولون عن وجود المهديّ وعدمه، ومكلّفون بتهيئة الظروف المناسبة لولادته وظهوره، وبالتالي عدمهما نتيجة لتقصيرهم في العمل بهذا التكليف.[١]

بناء على هذا، فإنّ المهديّ إمام جميع المسلمين، ولا ينتمي إلى مذهب من مذاهبهم، والواجب عليهم جميعًا أن يمهّدوا لظهوره وينصروه بغضّ النظر عن اختلافهم في بعض صفاته.