كاتب السؤال: محمّد تاريخ السؤال: ١٤٣٦/٩/٣٠

يرى السيّد المنصور أنّ الإمام المهديّ عليه السلام حيّ في الوقت الحاضر، وقد أثار لي هذا أسئلة:

السؤال الأوّل: هل الإمام المهديّ عليه السلام يشيخ ويتغيّر جسديًّا أم هو شابّ دائمًا بقدرة اللّه تعالى؟

السؤال الثاني: هل الإمام المهديّ عليه السلام متزوّج وله ولد أم لا؟

السؤال الثالث: قال عالم شيعيّ في إيران أنّ الإمام المهدي عليه السلام قد تزوّج فتاة إيرانيّة في طهران. ما رأيكم في مقاله هذا؟

شكرًا على جهودكم القيّمة. وفّقكم اللّه.

الاجابة على السؤال: ٣ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٦/١٠/١

يرجى ملاحظة ما يلي:

١ . الإمام المهديّ عليه السلام بمقتضى قاعدة ﴿إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ[١]، هو من الناحية الجسديّة مثل سائر الناس، وبالتالي يتأثّر بالعوارض الطبيعيّة؛ كما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأنبياء من قبله يتأثّرون بها، لدرجة أنّ امرأة إبراهيم عليه السلام قالت: ﴿يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ[٢] وأنّ إخوة يوسف عليه السلام قالوا: ﴿يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا[٣] وأنّ زكريّا عليه السلام قال: ﴿رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا[٤] وقال: ﴿رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا[٥]. نعم، لا بدّ أن يكون الإمام المهديّ عليه السلام قويًّا على القيام بشؤون الإمامة حين ظهوره، وقد جاءت روايات من أهل البيت تشير إلى أنّه يظهر في صورة شابّ على الرغم من شيخوخته؛ كما روي عن الحسن بن عليّ عليهما السلام أنّه قال: «يُطِيلُ اللَّهُ عُمُرَهُ فِي غَيْبَتِهِ، ثُمَّ يُظْهِرُهُ بِقُدْرَتِهِ فِي صُورَةِ شَابٍّ دُونَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ذَلِكَ لِيُعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»[٦] وروي عن جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: «لَوْ قَدْ قَامَ الْقَائِمُ لَأَنْكَرَهُ النَّاسُ، لِأَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَابًّا مُوَفَّقًا، لَا يَثْبُتُ عَلَيْهِ إِلَّا مَنْ قَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَهُ فِي الذَّرِّ الْأَوَّلِ»[٧] وفي رواية أخرى أنّه قال: «وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْبَلِيَّةِ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْهِمْ صَاحِبُهُمْ شَابًّا وَهُمْ يَحْسَبُونَهُ شَيْخًا كَبِيرًا»[٨] وفي رواية أخرى أنّه قال: «يَغِيبُ غَيْبَةً فِي الدَّهْرِ وَيَظْهَرُ فِي صُورَةِ شَابٍّ مُوَفَّقٍ ابْنِ اثْنَيْ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، حَتَّى تَرْجِعَ عَنْهُ طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا»[٩] وروي عن عليّ بن موسى عليهما السلام أنّه قال: «إِنَّ الْقَائِمَ هُوَ الَّذِي إِذَا خَرَجَ كَانَ فِي سِنِّ الشُّيُوخِ وَمَنْظَرِ الشُّبَّانِ، قَوِيًّا فِي بَدَنِهِ حَتَّى لَوْ مَدَّ يَدَهُ إِلَى أَعْظَمِ شَجَرَةٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لَقَلَعَهَا، وَلَوْ صَاحَ بَيْنَ الْجِبَالِ لَتَدَكْدَكَتْ صُخُورُهَا»[١٠] وفي رواية أخرى أنّه قال: «عَلَامَتُهُ أَنْ يَكُونَ شَيْخَ السِّنِّ، شَابَّ الْمَنْظَرِ، حَتَّى أَنَّ النَّاظِرَ إِلَيْهِ لَيَحْسَبُهُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ دُونَهَا، وَإِنَّ مِنْ عَلَامَاتِهِ أَلَّا يَهْرَمُ بِمُرُورِ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ»[١١]، وهذا -إن صحّ- لا يتعارض مع أنّه بشر مثل سائر الناس؛ لأنّ الشيخ إذا كان له طبع سليم ومزاج مستقيم وجسم قويّ ورزق طيّب فإنّه يبدو شابًّا، ومن الممكن أن يكون ذلك كرامة له وآية من اللّه تعالى؛ كما روي أنّ عمرو بن الحمق الخزاعي سقى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال: «اللَّهُمَّ مَتِّعْهُ بِشَبَابِهِ» فمرّت عليه ثمانون سنة ولم ير شعرة بيضاء[١٢]، وممّا لا شكّ فيه أنّ الإمام المهديّ عليه السلام سيكون قويًّا على القيام بشؤون الإمامة عندما يظهر، سواء كان في صورة شابّ أو في صورة شيخ، ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[١٣].

٢ . زواج الإمام المهديّ عليه السلام ممكن عقلًا وشرعًا، ولكنّه غير ثابت، ولذلك لا طائل من الخوض فيه.

٣ . زواج الإمام المهديّ عليه السلام من فتاة طهرانيّة هو ادّعاء محض لا دليل عليه، ومن البعيد أن يقدّم عالم مسلم مثل هذا الإدّعاء، وإن كان قدّمه فقد أخطأ. من المتوقّع أن تكتفي بأخبار يقينيّة لا لبس فيها، ولا تكترث لأخبار ظنيّة ووهميّة؛ لأنّ الأخبار الظنيّة والوهميّة ليست معتبرة، وهي مثال على الخرافات والشائعات.

↑[١] . الكهف/ ١١٠
↑[٢] . هود/ ٧٢
↑[٣] . يوسف/ ٧٨
↑[٤] . مريم/ ٤
↑[٥] . مريم/ ٨
↑[٦] . كمال الدين وتمام النعمة لابن بابويه، ص٣١٦؛ كفاية الأثر للخزاز، ص٢٢٦؛ إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي، ج٢، ص٢٣٠
↑[٧] . الغيبة للنعماني، ص٢١٩؛ الغيبة للطوسي، ص٤٢٠
↑[٨] . الغيبة للنعماني، ص١٩٤؛ عقد الدرر في أخبار المنتظر للمقدسي، ص٤٢؛ ينابيع المودة للقندوزي، ج٣، ص٣٩٣
↑[٩] . الغيبة للنعماني، ص١٩٥؛ دلائل الإمامة للطبري الإمامي، ص٤٨١؛ الغيبة للطوسي، ص٤٢٠
↑[١٠] . كمال الدين وتمام النعمة لابن بابويه، ص٣٧٦؛ إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي، ج٢، ص٢٤٠؛ كشف الغمّة للإربلي، ج٣، ص٣٣١
↑[١١] . كمال الدين وتمام النعمة لابن بابويه، ص٦٥٢؛ إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي، ج٢، ص٢٩٥؛ الخرائج والجرائح للراوندي، ج٣، ص١١٧٠
↑[١٢] . مصنف ابن أبي شيبة، ج٦، ص٣٢٢؛ عمل اليوم والليلة لابن السني، ص٤٢٦؛ معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني، ج٤، ص٢٠٠٦؛ أسد الغابة لابن الأثير، ج٤، ص٢٠٥
↑[١٣] . البقرة/ ٢٨٤