كاتب السؤال: السيّد جواد تاريخ السؤال: ١٤٣٦/٦/١١

حقّانيّة السّيّد المنصور أكثر وضوحًا من الشمس. أخبروني رجاء كيف يمكنني الإلتحاق به؟ إلى أين يجب أن آتي؟ هل يجب أن آتي إلى أفغانستان أو طاجيكستان؟ ما ينبغي أن أحمل معي؟ هل يوجد عندكم منزل يمكنني الإقامة فيه؟ هل يمكنني اصطحاب زوجتي وأطفالي؟ بالنظر إلى أنّهم جميعًا متّفقون معي، والحمد للّه، وهم خدّام السّيّد المنصور. أنا أريد أن أكون أحد الذين يرافقون سردار خراسان لنصرة المهديّ. الرجاء مساعدتي.

الاجابة على السؤال: ٩ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٦/٦/١١

أيّها الأخ المؤمن!

إنّما حقّانيّة السّيّد المنصور أكثر وضوحًا من الشمس عند أمثالك الملتزمين بمعيار المعرفة والمتخلّصين من موانع المعرفة الذين ليس لديهم تعلّق بالدنيا؛ وإلا فإنّ الذين أدخلوا رؤوسهم في معلف السلطة أو الثروة أو الشهرة، وأحيطوا بألف جهل وتعصّب وتكبّر، لا يرون حقّانيّة هذا العالم العظيم مع كلّ وضوحها، بل لا يريدون رؤيتها. أولئك الذين اتّخذوا أولياء من دون اللّه، ورضوا بأوليائهم؛ فأخرجهم أولياؤهم من النور إلى الظلمات، وحوّلوهم إلى شياطين في لباس الإنسان. فصاروا يبهتون ويكذبون ويكتمون الحقّ ويلبسونه بالباطل ويصدّون الناس عن سبيل اللّه من أجل إرضاء أوليائهم، وعلى الرغم من هذا الفسوق، يحسبون أنّهم يحسنون صنعًا! لا جرم ستكون عاقبتهم عاقبة الذين حاربوا أولياء اللّه من قبل، وتحالفوا ضدّهم مع حكّام زمانهم، ولم تكن عاقبتهم سوى لعنة أبديّة في الدنيا وعذاب أبديّ في الآخرة. بالتأكيد لو لا أنّهم وقفوا أمام دعوة الأنبياء وأبناء الأنبياء، ومنعوا الناس من إجابتها، لم تملئ الأرض ظلمًا إلى هذه الدرجة، بل ربما ملئت عدلًا من قبل بسهولة، لكن من المؤسف أنّ هؤلاء الأشقياء نصبوا العداوة للحقّ وعارضوه بكلّ قوّتهم، وإن كان لإهمال المؤمنين في حماية الحقّ أيضًا تأثير كبير على غلبة الظلم؛ لأنّ العديد من المؤمنين لم يقوموا بدورهم في حماية الحقّ، وبقعودهم وغيابهم تركوا الحقل فارغًا لجولان الأشقياء، وأفسحوا الطريق لطغيانهم أكثر من قبل، في حين أنّهم لو شعروا بمسؤوليّتهم عن الحقّ، وقاموا بالدفاع عنه أمام الباطل، لتغيّر التوازن لصالحه، وتمهّد الظروف لتحقيق أهداف الأنبياء وأبناء الأنبياء بكلّ تأكيد.

كما أنّ تعبيرك عن استعدادك للهجرة إلى السّيّد المنصور هو خطوة في هذا الإتّجاه. لذلك، نقول إجابة على أسئلتك: هجرة المؤمنين إلى خراسان أمر لا بدّ منه؛ كما قال السّيّد المنصور في بعض حِكَمه: «لَا يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى يَنْزِلَ الْمَلَائِكَةُ، وَلَا يَنْزِلُونَ حَتَّى يَجْتَمِعَ الْمُؤْمِنُونَ بِخُرَاسَانَ وَالْمُنَافِقُونَ بِالشَّامِ» وهذا ما يستفاد من الروايات المتواترة في هذا الباب؛ كما روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إشارة إلى الممهّد الخراسانيّ لظهور المهديّ: «فَأْتُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ»[١]، ولكن ليس الآن أوان ذلك؛ لأنّ المؤمنين لا يزالون قليلين، وفي هذه الحالة، إقامتهم في بلادهم أكثر فائدة من هجرتهم إلى خراسان؛ بالنظر إلى أنّهم بطبيعة الحال أكثر تمكّنًا من الدّعوة في بلادهم إن أرادوا نصرة، وإذا عجزوا عنها في بلادهم فهم في خراسان أعجز! لذلك، ينبغي لهم أن يدعوا إلى اللّه وخليفته في بلادهم، وأن يجمعوا أكبر عدد ممكن من أهلهم وقومهم، ثمّ يفكّروا في الهجرة إلى خراسان؛ لأنّ من لا ينفع إمامه في بلده الذي يألفه وله فيه معارف ومرافق، فكيف ينفعه في بلد غريب؟! كما أنّ اللّه تعالى يقول: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ[٢] ويقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ[٣] ويقول: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ[٤]. نعم، إذا قضى المؤمنون ما عليهم في بلادهم، حتّى أصبحت إقامتهم فيها غير مفيدة، سيتمّ التمهيد لهجرتهم إلى خراسان، وفي ذلك الوقت، سيقدّم لهم جميع المعلومات اللازمة لهذا الغرض إن شاء اللّه.

ثبّت اللّه أقدام المؤمنين على الإيمان، ووفّقهم للهجرة والجهاد في سبيله؛ لأنّه يحبّ المهاجرين في سبيله، ويفضّل المجاهدين في سبيله على القاعدين؛ كما قال: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ[٥]. طوبى للذين يخرجون من بيوتهم لنصرة المهديّ؛ لأنّهم لن يرجعوا إلى بيوتهم خجلين، وويل للذين يمكثون في بيوتهم لنصرة الآخرين؛ لأنّهم سيُخرَجون من بيوتهم خجلين، والأرض ميراث الصالحين.

↑[١] . لهذا المضمون في أهمّ مصادر أهل السنّة، انظر: الفتن لابن حماد، ص١٨٨؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج٨، ص٦٩٧؛ مسند أحمد، ج٥، ص٢٧٧؛ سنن ابن ماجه، ج٢، ص١٣٦٦؛ سنن أبي داود، ج٢، ص٣١١؛ مسند البزار، ج٤، ص٣١٠؛ المسند للشاشي، ج١، ص٣٤٧؛ المعجم الأوسط للطبراني، ج٦، ص٢٩؛ الكامل لابن عدي، ج٤، ص٢٢٧؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج٤، ص٤٦٤؛ دلائل النبوة للبيهقي، ج٦، ص٥١٦ وفي أهمّ مصادر الشيعة، انظر: مناقب أمير المؤمنين لمحمّد بن سليمان الكوفي، ج٢، ص١١٠؛ دلائل الإمامة للطبري الإمامي، ص٤٤٢ و٤٤٦؛ الغيبة للنعماني، ص٢٨١؛ شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار لابن حيّون، ج٣، ص٤٠١؛ الملاحم والفتن للسيّد بن طاووس، ص١١٩؛ الدر النظيم لابن أبي حاتم، ص٧٩٨، ٧٩٩ و٨٠٠.
↑[٢] . الشّعراء/ ٢١٤
↑[٣] . التّوبة/ ١٢٣
↑[٤] . النّحل/ ١
↑[٥] . التّوبة/ ٢٠