كاتب الشبهة: محمّد تاريخ الشبهة: ١٤٣٦/٥/١٨

أريد معرفة رأيكم حول تقدّم الجيش العراقي في المحافظات التي تهيمن عليها داعش وهزيمة داعش في العراق وقمعها في سوريا. هل تعتقدون بأنّه على الرغم من تدمير داعش في العراق وسوريا، لا يزال هناك سبب للجهاد؟ لأنكم لم تبيّنوا خريطة الطريق الخاصة بكم أو لم تبيّنوها بشكل واضح تمامًا. بعد توفير القوات في آسيا الوسطى، لا بدّ لكم من عبور إيران وهي لن تسمح بذلك. ثمّ عليكم الذهاب إلى العراق ثمّ إلى سوريا وفلسطين. هل هناك مثل هذا المسار أم لا؟ ما هي المناطق المستهدفة؟ لقد تحدّثتم عن الكفاح ولم تحدّثوا عن مقداره وكيفيّته. بأيّ أداة؟ الأداة الثقافية كافية لوحدها أم لا؟ إذا كان الهدف إسرائيل، فإنّ أيّ عمل عسكري ضدّها يتطلّب الدعم الكامل من المسلمين وإلا فسوف نواجه الدعم الكامل الغربي لإسرائيل. ما رأيكم في هذا؟

الاجابة على الشبهة: ٠ تاريخ الاجابة على الشبهة: ١٤٣٦/٥/١٨

أيّها الأخ العزيز!

يرجى الإلتفات إلى النقاط التالية:

أولًا لم يُطلب منا ومنكم أن نتنبأ بأحداث المستقبل، بل قد طلب منا ومنكم القيام بواجبنا في الوقت الحاضر وهو أن نعرف الحقّ في ضوء العقل واستنادًا إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه اليقينيّة وأن ننصره، بغضّ النظر عن أنّه يؤدّي إلى النتيجة المرغوبة لنا في الدنيا أم لا؛ لأننا وأنتم مالكو عملنا ولا نملك نتيجته ونتيجته بيد اللّه. لذلك، إنّ الذين هم مشغولون بالتنبّؤ بأحداث المستقبل بدلًا من معرفة الحقّ ونصرته، خاطئون. منهم أناس رسموا صورة للمستقبل استنادًا إلى تخميناتهم وذهنيّاتهم واتّخذوها كمعيار للمعرفة؛ إلى الحدّ الذي يصدّقون من دون تحرّي كلّ حركة في المنطقة وافقت الصورة التي رسموها للمستقبل ويرفضون من دون تحرّي كلّ حركة في المنطقة لم توافق الصورة التي رسموها للمستقبل! من الواضح أنّ هذا هو انحراف مبين؛ لأنّ تخميناتهم وذهنيّاتهم مجرّد ظنّ والظنّ غير معتبر في الإسلام؛ كما قال اللّه: ﴿وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا[١] وقال: ﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ[٢].

ثانيًا من الواضح أنّ أحداث المستقبل لن تحدث على النحو الذي تتوقّعونه بالضرورة؛ لأنّ اللّه له مقاديره ولا يتّبع مقادير الناس؛ كما قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا[٣]؛ كما لا يعجل لعجلتهم ولا يفعل شيئًا لم يأت أوانه؛ كما قال: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ[٤] وقال: ﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ[٥]. لذلك، فإنّ الذين يوقّتون أحداث المستقبل يكذبون والذين يستعجلونها يُفتنون؛ كما جرى على لسان المنصور الهاشمي الخراساني مرارًا: «كَذَبَ الوَقَّاتُونَ وَهَلَكَ الْمُسْتَعْجِلُونَ وَنَجَى المُسَلِّمُونَ وَإِلَيْنا يَصِيرُونَ». نعم، لو أنّ الموقّتين والمستعجلين رجعوا إلى الصبر واتّبعوا المحكمات بدلًا من المتشابهات وقاموا بواجبهم الفعليّ بدلًا من الفضول حول المستقبل، لعجّل اللّه فرجهم وكشف لهم عن بعض الأشياء التي هي مستورة عنهم؛ لأنّه رحمن رحيم.

ثالثًا إنّ خريطة طريق المنصور الهاشمي الخراساني ما هي إلا أن يؤدي واجبه في أيّ وقت وواجبه في أيّ وقت متعلّق بوسعه الذي ينضج بدعم من الناس؛ لأنّ اللّه لا يكلّف نفسًا أكثر من وسعها ووسع القادة يتكوّن من دعم أتباعهم. بالتالي، إن وقف أمثالكم هناك وكانوا مجرّد مشاهدين بأن ما يفعل المنصور الهاشمي الخراساني، فإنّه لا يفعل شيئًا إلا ما يفعل الآن وهو تعريف الإسلام الخالص والكامل للناس وتعليمهم وتزكيتهم على أساس كتاب اللّه وسنّة نبيّه اليقينيّة في ضوء العقل وهو عمل ثقافي ولكن إن تقبّل أمثالكم العناء وقاموا بدعم هذا العالم المصلح والمجاهد، فإنّه يستطيع أن يفعل أشياء كثيرة حتّى تتمهّد الظروف لظهور المهديّ وهذا هو تفسير اسمه «المنصور»؛ لأنّ المنصور بمعنى من يُنصر يجد المعنى بنصره ولا يظهر «منصور» بدون «ناصر»؛ كما قال اللّه: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ۝ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ[٦].

رابعًا من الممكن أن يكون أحداث الشام والعراق، بداية الأحداث التي قد تمّ التنبّؤ بها من قبل؛ لأنّه ليس هناك بلاء يدوم إلا بلاء جهنّم الذي لا يخفّف؛ كما قال اللّه فيه: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ[٧] وبالتالي، إقبال الفتن وإدبارها في الدنيا أمر طبيعيّ. فلا تيئسوا حينما تقبل ولا تأمنوا حينما تدبر، حتّى يأتي اللّه بفرجكم ويملأ الأرض عدلًا كما ملئت ظلمًا والعاقبة للمتّقين.

↑[١] . النّجم/ ٢٨
↑[٢] . الأنعام/ ١١٦
↑[٣] . الطّلاق/ ٣
↑[٤] . النّحل/ ١
↑[٥] . الأنبياء/ ٣٧
↑[٦] . الصّافّات/ ١٧١ و١٧٢
↑[٧] . البقرة/ ١٦٢