كاتب الشبهة: همايون دانش تاريخ الشبهة: ١٤٣٦/٤/٢٨

أشكركم على إجابتكم أيّها السّادة الكرام، ولا بدّ لي من القول أنّ إجابتكم كانت جيّدة جدًّا وأظهرت لنا الطريق الصحيح، لكن سؤالي هو أنّ الخراسانيّ قد ظهر وهو بيننا الآن وقد ألّف كتابًا، وبالتالي يجب أن يكون اليمانيّ والسفيانيّ هنا أيضًا؛ لأنّ جميع هذه العلامات تحدث في عام واحد وفي شهر واحد وفي يوم واحد! وسؤال آخر أنّه إذا ظهر الخراسانيّ فلماذا لا يخبر علماء إيران وأفغانستان والدّول الإسلاميّة الأخرى عن ظهوره حتّى بدأ الخراسانيّ العمل بنفسه وقام بأخذ البيعة من الناس؟ أنتم الشخصيّات، الشيء الوحيد الذي يمكنكم فعله هو أن تجعلوا البداء في ظهور الإمام المهديّ عليه السلام أمرًا حتميًّا.

الرجاء إعطاء إجابة مقنعة على سؤالي؛ لأنّني أنتظر ذلك.

الاجابة على الشبهة: ٤ تاريخ الاجابة على الشبهة: ١٤٣٦/٤/٢٩

أيّها الأخ العزيز!

على الرغم من أنّ سؤالك لا يخلو من إبهام، إلا أنّه يتعيّن عليك الإنتباه إلى النكات التالية:

أولًا إنّ المنصور الهاشمي الخراساني هو مجرّد عالم مسلم، نهض بهدف إظهار المهديّ عليه السلام وإيصاله إلى السلطة، ويدعو المسلمين إلى مبايعته بدلًا من مبايعة الآخرين، وبهذه الطريقة يمهّد لإقامة الإسلام الخالص والكامل في العالم ولهذا السبب، يجب على كلّ مسلم نصره. مع ذلك، إن تبيّن لك ولبعض المسلمين الآخرين، لأيّ سبب من الأسباب، أنّه موعود أيضًا بالإضافة إلى هذه الصّفة العينيّة والمشهودة، فإنّ نصره واجب عليكم من باب أولى؛ كما أنّ نصره واجب على المسلمين الذين لم يتبيّن لهم هذا الأمر؛ لأنّ هذا العالم المسلم يدعو إلى المهديّ عليه السلام ويمهّد لظهوره بشكل عينيّ ومشهود، وهذا يكفي لنصرته من قبل أيّ مسلم يخاف اللّه واليوم الآخر؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[١].

ثانيًا بالنسبة لأمثالك الذين على أيّ حال لا يتّخذون أيّ إجراء لنصرة المنصور الهاشمي الخراساني، ما الفرق بين أن يكون هو الخراساني الموعود أم لا؟! هل الناس من أمثالك ليس لديهم ما يفعلونه إلا الفضول حول هذا الموضوع؟! في حين أنّ اللّه تعالى قد حذّر بوضوح من مثل هذا الفضول وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ... قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ[٢].

ثالثًا قد ركبت العشواء بشأن المنصور الهاشمي الخراساني والرجلين اللذين سمّيتهما «اليماني» و«السفياني»، في حين أنّ هذه ليست طريقة التديّن، وقد ضلّ الكثير من المسلمين بهذه الطريقة؛ لأنّهم، من ناحية، أخذوا برواية ظنّيّة وموضوعة، ومن ناحية أخرى، أوّلوها بطريقة وهميّة لا أساس لها، ليتنبّؤوا بالأحداث ويميّزوا الصادق عن الكاذب بزعمهم، في حين أنّ تأويلهم فوق روايتهم ظلمات فوق ظلمات، وتمييزهم بعد تنبّئهم وهم بعد خيال! كلّما يرون حادثًا يقولون هذا تأويل تلك الرواية، في حين أنّهم لا الحادث عرفوا ولا الرواية فهموا! فهكذا يسمّون أحدًا السفيانيّ، ثمّ يبحثون عن اليمانيّ، وعندما لا يجدونه يقولون قد حدث «بداء»! كما أنّ طائفة من سفهاء الشيعة في إيران والعراق قد قدّموا شيطانًا وأطلقوا عليه «اليمانيّ الموعود» ويحسبون الآن أنّ خروج المنصور الهاشمي الخراساني دليل على حقّانيّته؛ لأنّ في زعمهم، يكون خروج الخراساني واليماني في وقت واحد، وإجابة اليمانيّ أوجب من إجابة الخراساني! في حين أنّ روايتهم في ذلك[٣]، خبر واحد ضعيف لا يمكن الإعتماد عليه، بل رواية موضوعة رواها كذّاب ملعون اسمه «الحسن بن عليّ بن أبي حمزة البطائني»[٤] في مقابل الروايات المشهورة والمتواترة التي رواها الصحابة والتابعون منذ القرن الأوّل وتدلّ بوضوح على وجوب إجابة الخراساني والمسارعة إليه «وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ»، وبالتالي فإنّ اعتمادهم على مثل هذه الرواية ثمّ خوضهم في تأويلها دليل واضح على جهلهم وضلالهم البعيد[٥]!

رابعًا «علماء إيران وأفغانستان والدّول الإسلاميّة الأخرى»، من ناحية، ليسوا عالمين بالغيب حتّى يخبروا عن ظهور المنصور الهاشمي الخراساني قبل أن يبدأ العمل بنفسه، ومن ناحية أخرى، ليسوا معصومين حتّى يكون من المحتوم إخبارهم عن ظهوره حتّى بعد أن بدأ العمل بنفسه، بل معظمهم عالقون في ظنونهم وأوهامهم، ولو كان لديهم حول أو قوّة لأخرجوا أنفسهم من الشكّ في دينهم؛ بالنظر إلى أنّ معظمهم يتّبعون الآراء والروايات غير اليقينيّة، وقد تعلّقوا بألف فرقة ومذهب، ولذلك فإنّ توقّع دعمهم للمنصور الهاشمي الخراساني هو توقّع غير ناضج وغير مدروس. نعم، إنّهم قد تهاونوا في دعم المنصور الهاشمي الخراساني، لكنّك بالطبع لست مسؤولًا عن تهاونهم، بل مسؤول عن تهاونك حيث لا تقوم مثلهم بدعمه. لذلك، من الأفضل لك أن تشتغل عن عيبهم بعيبك!

خامسًا لا يأخذ المنصور الهاشمي الخراساني لنفسه بيعة من أيّ مسلم؛ لأنّه يرى أنّ البيعة للّه وحده، ويريد بذلك أنّ البيعة لمن قد أمر اللّه بمبايعته، وما هو في زماننا هذا إلا المهديّ الذي يجب على كلّ مسلم مبايعته. بناءً على هذا، فإنّ المنصور الهاشمي الخراساني يأخذ البيعة من مسلمي العالم للمهديّ؛ بمعنى أنّه يأخذ منهم عهدًا وموثقًا على أنّهم إن ظهر لهم المهديّ سيحفظونه وينصرونه ويطيعونه، ولا يخذلونه كما خذله الذين من قبلهم. هذا هو موضوع الميثاق الذي يأخذه المنصور الهاشمي الخراساني من كلّ مسلم، وإذا واثقه عدد كافٍ من المسلمين على هذا الموضوع، فسيتمّ تهيئة الظروف لظهور المهديّ إن شاء اللّه.

سادسًا إنّ قولك «أنتم الشخصيّات، الشيء الوحيد الذي يمكنكم فعله هو أن تجعلوا البداء في ظهور الإمام المهديّ عليه السلام أمرًا حتميًّا» هو قول مبهم؛ لأنّه ليس من الواضح من تريد بـ«أنتم الشخصيّات» وماذا تريد بـ«البداء» في ظهور المهديّ! المنصور الهاشمي الخراساني هو الشخصيّة الوحيدة التي نعرفها، والشيء الوحيد الذي يمكنه فعله هو الدعوة إلى المهديّ وتهيئة الظروف لظهوره، وإذا كان هذا بزعمك يجعل «البداء» في ظهور المهديّ أمرًا حتميًّا، فلن يكون هناك شيء خيرًا من «البداء» في ظهور المهديّ!

هدى اللّه جميع المسلمين إلى الصراط المستقيم، وأنقذهم ممّا قد شملهم من سوء الفهم والتهاون في أداء الواجب.

↑[١] . المائدة/ ٢
↑[٢] . المائدة/ ١٠١-١٠٢
↑[٣] . انظر: الغيبة للنعماني، ص٢٦٢.
↑[٤] . انظر: رجال الكشي، ج٢، ص٨٢٧؛ رجال ابن الغضائري، ص٥١؛ رجال النجاشي، ص٣٦؛ الفوائد الرجالية لبحر العلوم، ج٣، ص٥٠.
↑[٥] . لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، انظر: السؤال والجواب ٤٢٦.