كاتب الشبهة: عبد اللّه الدستجردي تاريخ الشبهة: ١٤٣٦/٣/٢٨

يقول المنصور أنّ الظنّ غير حجّة، ثمّ يقول بحجّيّة القرآن، مع أنّ القرآن ظنّيّ الدلالة! فإن كان الظنّ غير حجّة، فإنّ القرآن أيضًا لا حجّيّة له!

الاجابة على الشبهة: ١ تاريخ الاجابة على الشبهة: ١٤٣٦/٣/٢٨

هذه شبهة رجل قد أولع بالجدل، ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا[١]، وهي مبنيّة على القول بأنّ القرآن ظنّيّ الدلالة، وهو تحكّم ظاهر؛ لأنّ القرآن ﴿كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ[٢]، وقد أُنزل ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ[٣]، ومن المحسوس أنّ كثيرًا من آياته صريحة، ولا يرتاب في دلالتها إلّا أهل السفسطة؛ كقوله: ﴿إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا[٤]، وهو صريح في أنّ الظنّ غير حجّة، ولا يجوز أن يكون قوله في الظنّ ظنّيًّا للزوم الخُلف، وكثيرًا من آياته أيضًا ظاهرة، وإن كانت محتملة لمعنيين أو أكثر، والظهور حجّة قطعًا لبناء العقلاء على الأخذ به من دون خلاف بينهم، وقليلًا من آياته متشابهة، وهي أيضًا مفهومة بالرجوع إلى آياته الصريحة والظاهرة؛ كما قال: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ[٥]، ولذلك يمكن القول بأنّ القرآن قطعيّ الدلالة من حيث المجموع، كما أنّه قطعيّ الصدور بمقتضى إعجازه وتواتره، ولذلك فإنّه حجّة بلا خلاف بين المسلمين، إلّا ما كان من بعض أخباريّة الشيعة القائلين بأنّه ظنّيّ الدلالة لغير النبيّ وأهل بيته، فلا حجّة فيه لغيرهم، ويجب على غيرهم الرجوع إليهم فقطّ، وذلك سفاهة منهم؛ لأنّ حجّيّة قول النبيّ وأهل بيته إنّما عُرفت بالقرآن، ولو كان القرآن غير حجّة لم تُعرف حجّيّة قولهم أصلًا حتّى يجب الرجوع إليهم، ولذلك قال النبيّ في حديث الثقلين بأنّ القرآن أكبرهما، وأمر بالتمسّك به قبل التمسّك بأهل البيت، وروي عن أهل البيت: «مَا أَتَاكُمْ عَنَّا مِنْ حَدِيثٍ لَا يُصَدِّقُهُ كِتَابُ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ»[٦].

↑[١] . الكهف/ ٥٤
↑[٢] . فصّلت/ ٣
↑[٣] . الشّعراء/ ١٩٥
↑[٤] . يونس/ ٣٦
↑[٥] . آل عمران/ ٧
↑[٦] . المحاسن للبرقي، ج١، ص٢٢١؛ تفسير العيّاشي، ج١، ص٩