كاتب السؤال: نذير أحمد تاريخ السؤال: ١٤٣٦/٤/١١

أنا من افغانستان. هنا، قد بدأت داعش عملها، وتتجنّد وتأخذ البيعة لنفسها باسم الخلافة. يقال أنّها تخطّط لتبدأ هنا ما تفعله في الشام والعراق! أنا أسأل السيّد المنصور الذي يعتبر البيعة للّه وحده ويدعو إلى خلافة المهديّ أن يوقف هؤلاء الأشرار ويقف ضدّهم، وأن لا يسمح لهم بسفك دماء المسلمين خاصّة الشيعة المستضعفين في هذا البلد أسوأ من طالبان؛ لأنّه إذا بدأ هؤلاء المفسدون عملهم في هذا الوطن، فليس من المعلوم ما الضرر الذي سيلحقون بهذا الشعب الضعيف وخاصّة الشيعة! أعتقد أنّه لم يبق لنا أحد غير السيّد المنصور يمكنه إيقاف هذه الفرقة التي تشبه يأجوج ومأجوج؛ لأنّه فقطّ يعتبر البيعة للّه، وليس مثل طالبان والقاعدة وداعش التي تعتبر البيعة لأنفسهم وتتبع أهدافها تحت ذريعة الخلافة والإمارة الإسلاميّة! افعل شيئًا لوجه اللّه أيّها السيّد المنصور؛ لأنّه لم يبق سوى وقت قليل، والحكومة هنا ضعيفة للغاية ولا يمكنها فعل الكثير!

الاجابة على السؤال: ٠ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٦/٤/١١

أيّها الأخ الواعي والقلق!

إنّ السيّد المنصور الهاشميّ الخراسانيّ ليس غافلًا عن أنشطة الجماعات المفسدة في المنطقة ويراقب تحرّكاتهم بعناية، لكنّ الحقيقة أنّه ليس ساحرًا ليعمل طلسمًا، وبقوّة طلسمه يوقفهم ويمنعهم من التسلّل إلى المنطقة، بل هو مجرّد عالم منير وناصح يدعو المسلمين إلى المهديّ عليه السلام وينهاهم عن غيره بقوّة حكمته وحجّته، وإذا لم يجبه المسلمون ولم يساعدوه في إظهار المهديّ عليه السلام، فإنّه لا يقدر على فعل شيء. على الرغم من أنّه يدعو اللّه الرّحيم ويسأله العافية من الشرور للمسلمين المظلومين والمستضعفين في هذه المنطقة، لكن أيّ إجراء عمليّ منه لدفع الشرور يتوقّف على طلبهم منه ودعمهم له بما فيه الكفاية. للأسف، لا يزال مسلمو هذه المنطقة في حالة من الغفلة، ولا يشعرون بخطر هذه الجماعات المفسدة، ولا يفكّرون في طريقة لمنع نفوذهم الذي يؤدّي إلى تدمير أنفسهم وأموالهم وأعراضهم. إنّهم لا يصلون إلى رشدهم إلا عندما يجدون الظلّ الثقيل لهذه الجماعات المفسدة على رؤوسهم، ويكونون محاطين بهم، وحينئذ لا يقدرون على فعل شيء، وليس لديهم خيار سوى الصبر على قتل أبنائهم وسبي نسائهم ودمار ديارهم. هذا سيكون لهم عقاب الغفلة التي هم فيها اليوم؛ لأنّهم اليوم في غفلة، ولا يقدرون وجود شخصيّة مثل المنصور الهاشميّ الخراسانيّ، في حين أنّ لديه قوّة روحيّة كبيرة لمواجهة هذه الجماعات المفسدة، ويتمتّع بمواهب فكريّة كثيرة لإطفاء فتنتهم، لدرجة أنّه حتّى العديد من أعضاء هذه الجماعات، تحت تأثير دعوته وتفوّقها على دعوة هذه الجماعات، يرغبون في الإنضمام إليه، وبمجرّد التعرّف على أفكاره وأهدافه ينفصلون عن هذه الجماعات؛ لأنّ الكثير منهم شباب ساذجون وعاطفيّون ينضمّون إلى هذه الجماعات بحماس الجهاد في سبيل اللّه والمساعدة في إنشاء الخلافة الإسلاميّة، وعندما يسمعون دعوة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ الخالصة إلى الجهاد الحقيقيّ وخلافة المهديّ استنادًا إلى كتاب اللّه وسنّة رسوله المتواترة، يدركون خطأهم ويتوبون عنه. لذلك، يدعو المنصور الهاشميّ الخراسانيّ جميع الأعضاء المسلمين في داعش وطالبان والقاعدة والجماعات الأخرى، مثل غيرهم من المسلمين في العالم، إلى مبايعة اللّه تعالى وترك مبايعة غيره، ويسألهم أن ينتهوا عن إثارة الفتنة والإفساد في الأرض، ولا يستمرّوا في التضحية بأنفس وأموال وأعراض المسلمين من أجل طمعهم وحبّهم للرئاسة؛ فقد قال اللّه تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ[١].

ممّا لا شكّ فيه أنّ المهديّ خير لمسلمي العالم من أبي بكر البغدادي ومحمّد عمر وأيمن الظواهري وأمثالهم؛ لأنّهم قد يأملون ظهوره، ولا يستأهلون أن يسوّوا له نعليه؛ بالنظر إلى أنّ المهديّ هو خليفة اللّه في الأرض وفقًا لكتاب اللّه وسنّة رسوله المتواترة، ولكنّهم وفقًا لكتاب اللّه وسنّة رسوله المتواترة ليسوا أحدًا. لذلك، من الأفضل لهم وأتباعهم أن يلبّوا دعوة المنصور ويعودوا إلى المهديّ إذا كانوا مسلمين ويبتغون إقامة الإسلام حقًّا؛ كما قال المنصور مشيرًا إليهم فيما روي عنه بالمعنى:

«كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَرْفَعُ شِعَارَ الْإِسْلَامِيَّةِ، وَيَدَّعِي أَنَّهُ يَسْعَى لِإِقَامَةِ الْإِسْلَامِ، ﴿فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[٢]. لَا شَكَّ فِي أَنَّ دَعْوَتِي إِلَى الْمَهْدِيِّ ابْتِلَاءٌ عَظِيمٌ لَهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ إِنْ لَمْ يُجِيبُوهَا، فَسَيَكْشِفُونَ عَنْ نِفَاقِهِمْ، وَيُعْلِنُونَ لِلْمُسْلِمِينَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا مُسْلِمِينَ وَلَا يَسْعَوْنَ لِإِقَامَةِ الْإِسْلَامِ حَقًّا، وَلَكِنَّهُمْ يَبْتَغُونَ السُّلْطَةَ فَقَطُّ، وَلَيْسَ لَدَيْهِمْ حُلْمٌ سِوَى الْمُلْكِ؛ كَالْجَبَابِرَةِ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ، وَجَعَلُوا أَنْفُسَ وَأَمْوَالَ وَأَعْرَاضَ الْمُسْلِمِينَ نَفَقَةً لِاسْتِمْتَاعِهِمْ؛ حَتَّى نَزَلَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ، كَنَسْرٍ انْقَضَّ عَلَى جَدْيٍ، فَخَطَفَهُمْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ وَأَلْقَاهُمْ فِي الْهَاوِيَةِ، فِي حِينٍ أَنَّهُمْ إِنْ أَجَابُوا دَعْوَتِي إِلَى الْمَهْدِيِّ وَاتَّحَدُوا مَعِي لِإِيصَالِهِ إِلَى الْحُكُومَةِ، فَسَيَتَمَهَّدُ الطَّرِيقُ لِحُكُومَتِهِ وَيَتَحَقَّقُ غَرَضُهُمْ بِأَحْسَنِ شَكْلٍ مُمْكِنٍ؛ بِالطَّبْعِ، إِذَا كَانَ غَرَضُهُمْ إِقَامَةَ الْإِسْلَامِ فِي الْعَالَمِ؛ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ غَرَضُهُمْ شَيْئًا آخَرَ، فَسَتَتْبَعُهُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَلَعْنَةُ عِبَادِهِ، وَتَلْحَقُ بِهِمْ عَاجِلًا أَمْ آجِلًا، وَتُبَعْثِرُهُمْ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ، ثُمَّ لَنْ يَكُونَ هُنَاكَ جَامِعٌ لَهُمْ!

أَلَا يَعْلَمُ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ يُسَمُّونَ أَنْفُسَهُمْ مُجَاهِدِينَ وَيَقْسِمُونَ أَنْفُسَهُمْ إِلَى مُهَاجِرِينَ وَأَنْصَارٍ أَنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ هُوَ الْجِهَادُ مَعَ الْمَهْدِيِّ، وَأَنَّ أَفْضَلَ الْهِجْرَةِ هِيَ الْهِجْرَةُ إِلَى الْمَهْدِيِّ، وَأَنَّ أَفْضَلَ النُّصْرَةِ هِيَ النُّصْرَةُ لِلْمَهْدِيِّ؟! فَلِمَ لَا يَمِيلُونَ إِلَى رَجُلٍ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى نَفْسِهِ- يَدْعُوهُمْ إِلَى الْمَهْدِيِّ وَيَدُلُّهُمْ عَلَى الْوُصُولِ إِلَيْهِ، دُونَ أَيِّ تَكَلُّفٍ أَوْ تَوَقُّعٍ، وَهُوَ يَتَكَلَّمُ اسْتِنَادًا إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ الْمُتَوَاتِرَةِ، وَيَدْعُو إِلَى الْعَقْلَانِيَّةِ، وَيَنْهَى عَنِ الْجَهْلِ وَالتَّقْلِيدِ وَالْأَهْوَاءِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ وَالتَّعَصُّبِ وَالتَّكَبُّرِ وَالْخُرَافَاتِ، وَذِمَّتُهُ بِمَا يَقُولُ رَهِينَةٌ وَهُوَ بِهِ زَعِيمٌ؟! حَقًّا، مَا الَّذِي يَمْنَعُهُمْ مِنْ إِجَابَتِهِ وَمَنِ الَّذِي يَشْغَلُهُمْ عَنِ الْمُسَارَعَةِ إِلَيْهِ؟! أَلَيْسَ مِنَ الْجَدِيرِ أَنْ يَهْرَعُوا إِلَيْهِ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ، وَيَصِلُوا إِلَيْهِ مِنَ الْبِلَادِ الْقَرِيبَةِ وَالْبَعِيدَةِ، لِيَخْرُجُوا مَعَهُ إِلَى نُصْرَةِ الْمَهْدِيِّ؟! فِي حِينٍ أَنَّهُ سَيُوصِلُهُمْ بِهِدَايَتِهِ إِلَى الْمَهْدِيِّ، وَأَنَّ الْمَهْدِيَّ سَيُوصِلُهُمْ بِحُكُومَتِهِ إِلَى خَيْرِ الْآمَالِ؛ لِأَنَّهُ سَيُجْرِي أَحْكَامَ اللَّهِ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَيُدْخِلُ الْعَدْلَ الْكَامِلَ فِي حُجْرَةِ بُيُوتِهِمْ وَحَظِيرَةِ أَغْنَامِهِمْ، بَلْ سَيُوصِلُهُمْ إِلَى الْأَرْضِ الْمَوْعُودَةِ الَّتِي يَجْرِي فِيهَا اللَّبَنُ وَالْعَسَلُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ الْمَسْحُوقُ، وَحَصَاتُهَا الْمَاسُ وَاللُّؤْلُؤُ. وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتْرُكُونَ الْمَهْدِيَّ لِيَلْتَحِقُوا بِالضَّالِّينَ؛ لِأَنَّهُمْ يُؤْثِرُونَ الظُّلُمَاتِ عَلَى النُّورِ، وَالْعَمَى عَلَى الْبَصِيرَةِ، وَالْجَهْلَ عَلَى الْعِلْمِ، وَيَشْرُونَ يُوسُفَ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ؛ كَالَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ[٣].

أَلَا يُوجَدُ رَجُلٌ عَالِمٌ تَحْتَ السَّمَاءِ وَلَا امْرَأَةٌ فَطِنَةٌ فَوْقَ الْأَرْضِ يَسْمَعُ نِدَاءَ الْمَنْصُورِ وَيَخْرُجُ لِنُصْرَةِ الْمَهْدِيِّ؟! تَبًّا لِلْعَالَمِ الَّذِي يُوجَدُ فِيهِ لِكُلِّ دُبٍّ أَنْصَارٌ وَلِكُلِّ غُولٍ أَعْوَانٌ، وَلَكِنْ لَا يُوجَدُ فِيهِ أَنْصَارٌ لِلْمَهْدِيِّ وَلَا أَعْوَانٌ لِلدَّاعِي إِلَيْهِ! أَلَيْسَ الَّذِينَ يَحْمُونَ الدَّاعِيَ إِلَى نَفْسِهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ يَخْذُلُونَ الدَّاعِيَ إِلَى الْمَهْدِيِّ، يُؤْمِنُونَ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ؟! يَوْمَ تَقِيءُ الْأَرْضُ أَجْسَادَهُمْ، لِيَقِفُوا عَلَى إِحْدَى قَدَمَيْهِمْ فِي مَحْكَمَةِ عَدْلِ اللَّهِ، وَيُجِيبُوا عَلَى أَسْئِلَتِهِ عَنْ هَذِهِ الْخِيَانَةِ الْهَائِلَةِ؛ لِأَنَّهُمْ تَجَاهَلُوا الدَّاعِيَ إِلَى اللَّهِ وَأَجَابُوا الدَّاعِيَ إِلَى إِبْلِيسَ، وَبِفِعْلِهِمْ ذَلِكَ خَرَقُوا قَوَاعِدَ الْعَالَمِ وَنَكَثُوا حَبْلَ الطَّبِيعَةِ. فَصَارَتْ عُقُوبَتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا اسْتِيلَاءَ الْأَشْرَارِ عَلَيْهِمْ، لِيَضْرِبُوا أَعْنَاقَ رِجَالِهِمْ وَيَقْتَرِعُوا عَلَى نِسَائِهِمْ، وَفِي الْآخِرَةِ نَارٌ حَامِيَةٌ تُذِيبُ الْحِجَارَةَ وَتَأْخُذُ الْعُصَارَةَ».

↑[١] . القصص/ ٨٣
↑[٢] . العنكبوت/ ٣
↑[٣] . يوسف/ ٢٠