كاتب الشبهة: جواد قاسم زاده تاريخ الشبهة: ١٤٣٦/٣/٢٤

إنّي في ريب من وجود المنصور الهاشمي الخراساني؛ لأنّي لم أكن أعرفه ولم أسمع باسمه من قبل، ولم أر أيّ سيرة أو صورة له على الإنترنت!

الاجابة على الشبهة: ١ تاريخ الاجابة على الشبهة: ١٤٣٦/٣/٢٤

استعذ باللّه من وسواس الخنّاس؛ فإنّ كونك لم تعرف السيّد المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى ولم تسمع باسمه من قبل، لا يعني أنه غير موجود؛ كما قال الحكماء: «عَدَمُ الْوِجْدَانِ لَا يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الْوُجُودِ». ألست تعلم أنّ هناك علماء كثيرين في البلاد المختلفة يمارسون أنواع الأنشطة العلميّة والثقافيّة، وأنت لا تعرفهم ولم تسمع بأسمائهم؟! فإنّ السيّد المنصور حفظه اللّه تعالى واحد منهم، ولم يوصف بما يبعد وجوده في بشر حتّى يكون لريبك وجه، بل وُصف بأنّه رجل مسلم ذو حظّ عظيم من العلم، يدعو إلى دين اللّه الخالص وخليفته المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا أمر محتمل جدًّا يشهد عليه ما يشاهد من موقعه الإعلاميّ وكتبه العلميّة ودروسه النافعة ورسائله المنيرة وأقواله الطيّبة وطلّابه الفاضلة، بحيث لا يبقى مجال للشكّ في صحّة الوصف ووجود الموصوف. ألست تعلم أنّ أكثر عباد اللّه الصالحين هم مجهولون ويهربون من الشهرة، وهذا لا يعني أنّهم غير موجودين، بل ربما يكون وجود الآخرين بيُمن وجودهم، وببركة وجودهم يُمهَلون؟! كما روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال: «إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللَّهِ الْأَتْقِيَاءُ الْأَخْفِيَاءُ، الَّذِينَ إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا، وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى، يُنَجِّيهِمُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ»[١]، وقال: «إِنَّ أَغْبَطَ النَّاسِ عِنْدِي مُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ، ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ، أَطَاعَ رَبَّهُ وَأَحْسَنَ عِبَادَتَهُ فِي السِّرِّ، وَكَانَ غَامِضًا فِي النَّاسِ، لَا يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ، فَعُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ»[٢]، وروي عن عليّ أنّه قال: «طُوبَى لِكُلِّ عَبْدٍ نُوَمَةٍ، يَعْرِفُ النَّاسَ وَلَا يَعْرِفُونَهُ، يَعْرِفُهُ اللَّهُ مِنْهُ بِرِضْوَانٍ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى، تُجْلَى عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ، وَيَفْتَحُ اللَّهُ لَهُمْ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ، أُولَئِكَ لَيْسُوا بِالْمَذَايِيعِ الْبُذُرِ، وَلَا الْجُفَاةِ الْمُرَائِينَ»[٣]، وقال: «أَذِلَّةٌ عِنْدَ الْمُتَكَبِّرِينَ، فِي الْأَرْضِ مَجْهُولُونَ، وَفِي السَّمَاءِ مَعْرُوفُونَ»[٤].

أمّا كونك لم تر أيّ سيرة أو صورة له على الإنترنت فلا يدلّ أيضًا على عدم وجوده بعد ما قدّمناه؛ لأنّ الإنترنت ليست لوح اللّه المحفوظ حتّى تحتوي على سير جميع عباد اللّه وصورهم، بل هي شبكة شيطانيّة أنشأها الكفّار والظالمون لترويج ثقافتهم ونشرها في العالم، وهم عليها مسلّطون، ولذلك قد ملئت من سير أوليائهم وصورهم، ولا يوجد فيها ذكر لكثير من أولياء اللّه، والسبب أنّ هؤلاء الشياطين الذين يملكون الإنترنت ويديرونها، يكرهون ذكر الدعاة إلى الحقّ، ويسعون لإخفاء أسمائهم ومحو آثارهم وكتمان آرائهم إلّا بتحريف وتشويه، لكي لا يطّلع عليهم الناس ويتوجّهوا إليهم، فيهتدوا إلى الحقّ؛ كما أنّا لا نزال نلقى منهم إيذاء وتضييقًا في الإنترنت، ولا نستطيع النشر والدعاية عن السيّد المنصور حفظه اللّه تعالى إلّا بشكل محدود، ولنا في ذلك قصص وحكايات ليس هنا موضع ذكرها. أضف إلى ذلك وجود المصلحة في عدم نشر صورة وأوصاف تفصيليّة لهذا العالم الداعي إلى الحقّ، نظرًا لكثرة أعدائه الذين يطلبونه في البرّ والبحر، ليأخذوه أو يقتلوه قبل أن ينجح في إيقاظ المسلمين وإعادتهم إلى دين اللّه الخالص وخليفته المهديّ، وهذا أمر مفهوم لكلّ منصف خبير، وله نظائر عديدة.

الحاصل أنّ السيّد المنصور حفظه اللّه تعالى موجود بلا ريب، ولا يرتاب في وجوده إلّا أهل الوسواس والسفسطة.

↑[١] . الزهد للمعافى بن عمران الموصليّ، ص٢١٥؛ سنن ابن ماجه، ج٢، ص١٣٢٠؛ الأولياء لابن أبي الدنيا، ص١١
↑[٢] . الزهد لأحمد بن حنبل، ص١٣؛ سنن الترمذيّ، ج٤، ص٥٧٥
↑[٣] . الزهد للمعافى بن عمران الموصلي، ص٢١٦؛ مصنّف ابن أبي شيبة، ج٧، ص١٠٠؛ التواضع والخمول لابن أبي الدّنيا، ص٣٤
↑[٤] . نهج البلاغة للشريف الرضي، ص١٤٨